تنظيف القلب من الذنوب شعور المرء بالتقصير تجاه الخالق عزّ وجل ينبع من ضميره الحيّ والواعي، إذ إنّ شعور الإنسان بثقل ذنوبه عليه وكأنه يحمل حملاً ثقيلاً على كاهله، يولّد لديه الحاجة الماسّة لتنقية قلبه ونفسه مما علق بهما من ذنوب وآثام، وهي بداية طريق خيرٍ وصلاح، وهي من أهم خطوات الرجوع إلى المسار الصحيح. ومن رحمة الله عز وجل بعباده أنّ رحمته وسعت كل شيء، ومن أبواب رحمته الواسعة أنّه سبحانه وتعالى فتح باب التوبة والمغفرة، فهي أول خطوات تنقية القلب من الذنوب.
كيفية تنظيف القلب من الذنوب - التوبة: فيتوجّه العبد المسيءُ المذنب إلى ربّه، ويتوب لكل ذنب أذنبه مع تَيقُّنِه التام والمطلق بأن الله تعالى سيغفر له ذنوبه وسيتوب عليه، وتكون نية التوبة والاستغفار مطلقة لله مع نيته الخالصة بعدم العودة لارتكاب الذنب. فالله عز وجل يتقبّل توبةَ العبد بعد الإسراف في المعاصي، ويفتح أبواب التوبة للتائبين، ويَقبَلُ ندم النادمين، فهو لم يجعل للقنوط من رحمته سبيلاً على خَلقه، فمن صفاته الغفور الرحيم، فقال عز وجل في محكم التنزيل: " قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللّه يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) (الزمر:53) صدق الله العظيم.
- عدم تكرار الذنب: مع الابتعاد عن مسببات الوقوع في المعصية: فيجب على المرء أن يأخذ نفسه بالشدة ويمنعها عن ارتكاب الذنب، فبعد التوبة يأتي الإصرار على عدم تكرار المعصية والرجوع التام عنها، والابتعاد التام عن أي ظروف قد تتسبب الرجوع إلى المعصية من رفاق السوء وغيره، فالتوبة النصوح هي التوبة التي يَعزِمُ فيها الشخص على عدم العودة أبداً الى ذنبه، فالواحد منّا لا يعلم متى تأتيه ساعة الموت، وما أسوأ من المِيتَةِ في ساعةِ الغفلة.
- الالتزام بالصلاة: الالتزام بالفروض الخمسة التي فرضها الله عز وجل علينا، مع مراعاة الخشوع فيها وتجديد الوضوء الذي يُطهّر البدن والقلب، ويُحصّن الإنسان من همزات الشياطين.
- تلاوةُ القرآن الكريم: فقراءة وِردٍ يومياً من القرآن الكريم تزيدُ المسلمَ ثباتاً على دينه، وتحفظ الصلةَ الروحانية بينَه وبين الله عز وجل، كما أنها تجلبُ رِقّة القلب ونقاءَ السريرةِ والطمأنينة وراحة البال، كما وتحفز المسلم على الالتزام بأخلاق القرآن الكريم، وهو بذلك سيبتعد من تلقاءِ نفسهِ عن الوقوع في الإثم والخطأ قدر ما أمكن.
- الالتزام بأذكار الصباح والمساء: فالتزام المرء بأذكار الصباح والمساء، تحصِّنُه وتُبعد عنه الشيطان ووساوسه، وتُبعد عنه كُلّ سوء، كما أن الذكر يُحي القلب وينعش الروح ويزيل عن القلب سوادَه.