علامات الساعة
يُدرك المسلمين حول العالم أنهم ما خلقوا في هذه الحياة إلا ليعبدوا الله عز وجل، وأنها حياة فانية زائلة، لها نهاية مهما طال الزمان، وأن هناك حياة أبدية تنتظرالمؤمن والمسلم الحقيقي الذي اتبع هدى الله سبحانه وتعالى ولم يضلّ عنه حياة تتمثل هذه الحياة في الآخرة أو الجنة، وما بين الحياة الدنيا والحياة الآخرة، و هناك يوم يفصل وينقل الناس من مرحلة إلى مرحلة، وهو اليوم المفصليّ الذي يشكل نهاية العالم أو يوم القيامة حسب التسمية الإسلامية.
وهناك علامات تُشير إلى قرب قدوم هذا اليوم، وتنقسم هذه العلامات ما بين العلامات الصغرى التي تحقق عدداً كبيراً منها، والعلامات الكبرى التي تشير باقتراب هذا اليوم بشكل كبير، وقبل الحديث بشكل مفصّل عن هذه العلامات لا بدّ تعريف مفهوم الساعة الكبرى، كما ويجدر الإشارة إلى اختلاف علماء الدين وتعدد الروايات والتفسيرات التي تتحدث عن هذا الجانب وخاصة حول مسألة الترتيب الزمني هذه العلامات.
الساعة الكبرى
يقصد بمفهوم الساعة الكبرى يوم القيامة وهو آخر يوم تشهده الأرض، ويحاسب فيه الناس جميعاً على أعمالهم، وقد جُمعت هذه العلامات في حديث رواه كل من حذيفة بن أسيد الغفاري عن رسول الله محمد -صلى الله عليه وسلم-، كما قام بروايته الإمام مسلم، علماً أن تلك الروايات جاءت مختلفة عن بعضها البعض، وتلاها عدد من التفسيرات والروايات، وقد جاء كلٌ منها بترتيب مخلتف عن الآخر.
يقول الغفاري في الرواية الأولى للحديث: "اطلع النبي -صلى الله عليه وسلم- علينا ونحن نتذاكر فقال: ما تَذاكرون، قالوا نذكر الساعة، قال: إنها لن تقوم حتى ترون قبلها عشر آيات، فذكر الخان، والدجال، والدابة، وطلوع الشمس من مغربها، ونزول عيسى ابن مريم عليه السلام، ويأجوج ومأجوج، وثلاثة خسوف خسف بالمشرق، وخسف بالمغرب، وخسف بجزيرة العرب، وآخر ذلك نار تخرج من اليمن، تطرد الناس إلى محشرهم".
وفي رواية أُخرى: "إن الساعة لا تكون حتى تكون عشر آيات خسف بالمشرق، وخسف بالمغرب، وخسف بجزيرة العرب، والدخان والدجال، ودابة الأرض، ويأجوج ومأجوج، وطلوع الشمس من مغربها، ونار تخرج من قعرة عدن ترحل الناس".
نلاحظ في الروايتين اختلافات عدة من حيث الترتيب، وأياً كان الترتيب سنقوم بالحديث عن هذه العلامات والأشراط بشكل مفصل، والتي تتمثل فيما يلي:
المقالات المتعلقة بعلامات الساعة الكبرى