أوّل ما يتبادر إلى أذهاننا عندما نقول كلمة إيمان هوالأمن والتصديق وقد عُرف اصطلاحاً على أنّه ما انعقد عليه القلب، وصدّقه اللسان، وعملت به الجوارح والأركان. وفي الإصطلاح الشرعي فهو الإيمان بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، وبالقضاء خيره وشره.
زيادة الإيمان بالله إن الذي اعتاد قلبه على نبض الإيمان سيشعر بالاختناق عند حدوث أي نقص أو تقصير في إيمانه، وإن نعمة الإيمان نعمة جليلة الشأن بالغة الأهمية يرزقها الله لمن يريد ويجتنبها عمن يريد، لكن بوجود نعمة العقل نستطيع التمييز أنّ الإيمان يزداد بطاعة الله وينقص بعصيان أوامره، لذلك لا بد من الحرص على هذه النعمة باتباع عدة أمور منها:
- الحرص على تلقي العلوم الشرعية وتعلمها.
- قراءة القرآن الكريم وتأمل معانيه والإكثار من تلاوته، لاحتوائه على قصص الأنبياء والرسل، وعلاقتهم بربهم، وأيضاً التمعن في الأحاديث النبوية الشريفة التي تسرد لنا أعمال وأخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم.
- محاسبة النفس ومسائلتها، كما ورد في الآية القرآنية الكريمة: "وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ ۚ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنسَانُ وَأَنَّىٰ لَهُ الذِّكْرَىٰ * يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي" {الفجر: 23-24}. فإنّ سؤال النفس ماذا قدمت لآخرتي قبل أن يحكمني الأجل، يجعل العبد يلتفت إلى الوراء مّما أعدّه لآخرته، فيهيأ لهُ باب التوبة والتقرب لله تعالى، وطاعة أوامره واجتناب معاصيه، وبذلك يصبح إيمانه أقوى.
- المداومة على ذكر الرحمن وبكثرة.
- أن يستحوذ عمل الطاعات على وقتك بمختلف العبادات التي حددها الله عزوجل.
- قلْ الحمد لله دائماً لما لها من أثر كبير في زرع الراحة والطمأنية في القلوب.
- موالاة من والاهم الله ومعادة من عادوه(أعداء الدين).
- ان تُعزِف عن متاع الدنيا والارتباط بمحبة الله وطاعته.
- القنوت والخضوع لله سبحانه.
- الابتعاد عن كل ما يُثبِط القلوب ويُوهنِها ويُعرضها عن أوامر الله.
- أن تدرك وتحصي ثواب العبادات التي تقوم بها لتُنَمي الرغبة الداخلية بالقيام بهذه العبادات والإكثار منها.
الصلاة ممّا لا شكّ فيه أن أعظم الأعمال عند الله هي الصلاة، وقد جعلها الله بمرتبة الإيمان نفسه فقال الله سبحانه وتعالى: "وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ" {لبقرة: 143}. فهي دليل واضح على علاقة العبد بالله، فحينما يصلي يكون خاضعاً لله، يدعيه ويطلب رحمته وغفرانه، ولقد كان من جُلّ شأنها أن النبي صلّى الله عليه وسلّم: كان إذا حزبه أي أمر اشتد عليه صلى . رواه أبو داود وأحمد. وحسّنه الألباني.
وسائل إجتناب تأخير الصلاة هُناك الكثير من الناس الذين يُعانون من تأخير مواعيد الصلاة، وهذه مشكلة كبيرة ويمكن حلها بطرق متعددة منها:
- تعيين منبه بأوقأت الصلاة، من خلال ساعة التنبيه أوالهاتف المحمول، ومع التطور التكنولوجي الهائل أصبح هناك برامج مخصصة للصلاة، يكون التنبيه فيها آذان.
- المُواظبة على أذكار الصباح والمساء بشكل منتظم ومتكرر يومياً دون انقطاع، فبذلك تبعد عنك شر الشيطان.
- الاستمرار بالدعاء في صلاتك، بأن يمدك الله بالعون على أداء الصلاة، وأن يرزقك التوفيق لذلك، ويديمك على ذلك.
- اتخاذ الرفقة الصالحة التي تعينك على كل ما هو خير وتوصيك به، وتحثك عليه أيضاً، والابتعاد عن رفقة السوء التي تسهل لك طريق المعصية.
- الحرص على تعلم العلم النافع، من خلال حضور مجالس العلم أو سماع المحاضرات الدينية، وخطب يوم الجمعة وغيرها من الخطب النافعة، والإكثار من الاستغفار فإنّ في ذلك خيراً كثيراً.
- الالتزام بقضاء كل صلاة تفوتك، لأنه كما قال صلى الله عليه وسلم: (من ترك الصلاة فقد كفر)، فحينما تتذكر أنك لم تصلي صلاة في وقتها، تذهب فوراً لكي تقضيها دون أي تأخير.
أسأل الله تعالى أن يشرح صدورنا وأن يوفقنا لكل خير، وأن يعيننا على إقامة الصلاة في أوقاتها، وأن يجعلنا مِمّن تبيض وجوههم يوم العرض عليه، وأن يجعلنا من أهل الجنة، إنه جواد كريم.