يتميّز المسلمون في حياتهم وتعاملاتهم عن بقيّة الأمم التي ضلّت وتنكّبت الصّراط؛ فالمسلم يعرف دينه حقّ المعرفة بما أنعم الله سبحانه وتعالى على هذه الأمّة من الهداية إلى الصّراط المستقيم والدّين القويم الذي جاء شاملًا كاملًا لأمور الحياة، كما كان في القرآن الكريم الذي أنزله الله على نبيّه محمّد عليه الصّلاة والسّلام خير دستور ومنهج للنّاس في حياتهم، فالمسلم على بينةٍ من ربّه ونور في تربيته لنفسه وتهذيب أخلاقه وفي دعوته للنّاس، قال تعالى: "قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتّبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين"، ويتساءل عددٌ من المسلمين عن الطّريقة التي يدعو فيها المسلم إلى الله، والحقيقة أنّ الدّعوة إلى الله تعالى تأخذ أشكالًا مختلفة نذكر بعضاً منها في هذا المقال.
الدعوة إلى الله - الدعوة المباشرة إلى الله تعالى، فهناك كثيرٌ من المسلمين المخلصين الذين تشرّب حبّ الدّعوة في قلوبهم ولامست لذّته شغاف قلوبهم ينبرون للدّعوة إلى الله تعالى في أماكن مختلفة يظنّون فيها اجتماع النّاس وقبول النصيحة والكلمة الطّبية مثل المساجد والطّرقات وأماكن الاجتماعات، فكلّ مكان يستطيع المسلم أن يدعو فيه الله إن أمتلك أدوات الدّعوة وكان قادرًا على أدائها بالحكمة والموعظة الحسنة، وهناك من القصص عن بعض الدّعاة الذين خرجوا إلى أماكن يعصى الله فيها حتّى يدعو الزّناة والفاسقين ويذكّرونهم بمنهج الله وطريقه القويم.
- الدّعوة إلى الله تعالى من خلال المطويّات والرّسائل الدّعويّة؛ فالمسلم يكون قادرًا على الدّعوة من خلال الكلمات المكتوبة التي تبعث في نفس قارئها الحماسة للعودة إلى الدّين وتذكّره بأمور الشّريعة وما ينبغي فعله من الواجبات والمستحبّات وما لا ينبغي فعله من المعاصي والمنكرات، وتتميّز الرّسائل والمطويّات الدّعويّة بسهولة انتشارها بين النّاس وتبادلها، كما تتميّز بالاختصار المفيد الذي يركّز على جوامع الكلم وبلاغة العبارات.
- الدّعوة إلى الله تعالى من خلال البرامج التّلفزيونيّة والإنترنت، فقد أتاحت التّكنولوجيا الحديثة فرصة كبيرة للدّعاة المسلمين من أجل الدّعوة إلى الله تعالى فهي وسائل مفيدة جدًا نظرًا لامتلاك معظم النّاس للّتلفاز والرّاديو، كما أنّ الإنترنت يعدّ وسلية أخرى من أجل الدّعوة إلى الله تعالى، وبدلاً من أن يشغل المسلم أوقات فراغه في مشاهدة الصّفحات التي لا تنفعه على شبكات التّواصل الاجتماعي؛ فإنّ عليه أن يحرص على الاستفادة من تلك الفرص في الدّعوة إلى الله تعالى سواء بتذكير المسلمين بدينهم وشريعتهم أو بمحاولة نشر دين الله بين غير المسلمين.