انتشرت في الآونة الأخيرة مجموعة كبيرة من الظواهر الاجتماعية التي تناولت حياة الأشخاص دون غيرهم، وعملت على لمّ شملهم، وساعدتهم في الوصول إلى الهدف الذي يسعى إليه أيُّ إنسان، وهي الشهرة والكمال وغيرها من الصفات التي تمنح الشخص احتراماً بين الآخرين، وكان السعي دوماً يكون حول ما يمكن للإنسان أن يحتمله، سواء أكان ذلك بسبب مناسبة اجتماعية، أو جلسة عمل وغيرها، وكل ما في الأمر أنّ الإنسان ما عاد يجد الراحة بين البشر، فيبحث عن أشياء أخرى يعوض من خلالها ما فاته في حياته بسبب قلة العلاقات بين الأخرين، فلو نظرت إلى حال شباب العرب والغرب اليوم، لوجدت أنهم من الغريب حقاً حجم التأقلم مع حياة الفيس بوك والالكترونيات، ولو طلبت منه الاختلاط بالبشر وجهاً لوجه، لوجدت نفوراً حقيقياً منه.
الفيس بوكالفيس بوك ما هو إلا نتاج الشبكة العنكبوتية التي عملت على توطيد العلاقة بين البشر وأنفسهم من خلال أجهزة صغيرة نسبياً، عملت هذه الأجهزة على ضمان العلاقات الاجتماعية دون غيرها، ودون الحاجة للتعارف بشكلٍ مستمرٍ طوال الحياة، فإن استمرت علاقة على الانترنت لمدة الثلاث أشهر، فهذا كافٍ جداً بالنسبة لنا، ونحاول أن نجد الوسيلة الفعالة الأخرى للتعامل مع أشخاص آخرين يحملون فكراً مغايراً، ويتعاملون مع الحياة بواقع ملموس، وحياة رغيدة.
يعتبر الفيس بوك أحد أبرز مواقع التواصل الاجتماعي التي عملت على تحسين العلاقات بين البشر، وعملت على ضمان الكثير من العلاقات الاجتماعية التي نادت بها العديد من الجهات، فلا عجب أن الفيس بوك وصل عدد المستخدمين حتى اليوم ما يقارب المليارين مستخدم في صورة حقيقية وفعالة، يقوم الشخص من خلالها تبادل الصور والبيانات والمعلومات، و يعمل على استقبال الرسائل، وبث الحوارات التقليدية والمالية والاجتماعية، وكل ما في الأمر أنّك تحاول أن تبدو على هذه الشبكة على غير حالك، فكلّما مررت بأحدهم وجدت أنه يحاول أن يظهر بأفضل ما لديه من سمات، ويتناسى أن الشخص الذي يحاول ذلك هو في الحقيقة انسان مليء بالعيوب، ولا يمكن لذلك أن يتخطّى الحد المسموح به، وهناك من يهرب من الواقع المرير المحيط به، ليجد العديد من الأشخاص الذين يحبوه على أرض افتراضية وواقع غير موجود على الاطلاق.
استعمالات الفيس بوكواستعمالات الفيس بوك كثيرة ومتعددة ولا يرغب أحدٌ في ذكر العيوب التي تنطلي على هذه الوسيلة، ولكن يجب الأن التركيز على أبرز السمات التي يقدمها فيس بوك، وأوضح مجالات عمله، وهي كالتالي:
عمل التطور التكنولوجي منذ قديم الوقت على إيجاد الفرصة الملائمة من أجل جمع البشر فيما بينهم، و مساعدة الآخرين حتى يكونوا عبرة لكل من يحتاج إلى المساعدة، فالتكنولوجيا ما عادت وسيلة من وسائل المتعة فحسب، بل أنها تطورت لتطال العديد من الجوانب المختلفة للحياة بصفةٍ عامة، وكان السعي دوماً حول إيجاد الآلية الكاملة من أجل الوصول إلى النشوة المعرفية التي كلما تطور العلم زادت عند البشر بشكلٍ لا يصدق، فجوانب التكنولوجيا متعددة، وكلما أشبعنا حاجتنا من جانب ظهر لنا جانب أخر احتجنا فيه أن نكون على الحياد إلا أننا لا نستطيع، ونحاول أن نقدم في نهاية المطاف جانبا من أهم الجوانب التي تحدث التطور عنها، وهي ظاهرة التواصل الاجتماعي، فالشباب اليوم لسان حالهم يقول لا أريد علاقات مباشرة مع البشر ما دام بإمكاني التعامل معهم من خلف ستارة أو شاشة، فالأمر مختلف عندما يكون التواصل خلف الشاشات، لأن الكثير من الحقائق تزول خلف تلك الشاشات، وتظهر الشخصيات النموذجية الخالية من المشكلات الصحية والاجتماعية والعقد التي تربت معنا منذ الصغر.
الشبكة العنكبوتيةبالحديث عن التواصل بين الاخرين، كان لا بد من أيجاد الطريقة الملائمة للوصول إلى المعرفة والتعامل مع الأخرين بما يحقق لنا الانسجام، والتعامل برقي كما على أرض الواقع، وهذا ما أوصلنا إليه الحال بعد استخدام العالم الافتراضي الذي رسم لنا أرضاً خصبة خالية من المشكلات كلما شعرنا أنّنا في وجه المأزق قمنا بإغلاق الشاشة بدلاً من اجراء الحوارات السخيفة وتقديم المبررات التي لا معنى لها على الإطلاق، ولسان حالنا يقول أختلي بنفس على الإنترنت ولا أتحدث مع أشخاص كثيري الشك، ويحاولون التذمر من الواقع المحيط بهم.
ختاماً لا بد من التذكير بأن هذا الموقع يعتبر من أخطر المواقع للعام 2015 نظراً لاستحداث العديد من برامج التجسس أو تلك البرامج التي تتيح لأي جهة استخباراتية التوصل إلى بياناتك الخاصة بكل سهولة وبدون سابق إنذار، وهذا ما حذرت منه العديد من الجهات الأمنية في الوطن العربي.
المقالات المتعلقة بكيف أستعمل الفيس بوك