وسائل الاتصال الحديثة لم تعرف الإنسانيّة وسائلَ اتصالٍ متطوّرة ومتسارعة تلبّي احتياجات النّاس ومتطلّباتهم كما عرفتها الحياة المعاصرة، فقد ابتكرت وسائل اتصال حديثة لم يعهدها النّاس من قبل، اختصرت المسافات، وقرّبت البعيد، حتّى أصبح العالم كأنّه قريةٌ صغيرة، وقد كان لهذه الوسائل إيجابيّاتها الكثيرة، بالإضافة إلى سلبيّاتها، فهي سلاحٌ ذو حدّين، يمكن أن يسخّر في الخير والمنفعة التي تعود على النّاس، أوقد يسخّر في الشّرّ والضّرر الذي يلحق بهم .
تأثير وسائل الاتصال كان لوسائل الاتصال تأثيرٌ كبيرٌ على المجتمعات المعاصرة، حيث سهّلت التّواصل بين النّاس بشكلٍ كبير، كما رسّخت أشكال تواصلٍ اجتماعيٍّ لم يعهدها النّاس من قبل، مثل: مواقع التّواصل الاجتماعيّ التي أتاحتها الشّبكة العنكبوتيّة (الإنترنت)، وكذلك برامج الرّسائل، والمحادثات النّصّيّة على الهواتف الخليويّة.
تأثير وسائل الاتصال على الأسرة كان لوسائل الاتصال هذه تأثيرٌ كبيرٌ على الأسرة التي تشكّل اللّبنة الأساسيّة في بناء المجتمع،سواءً كان التأثير سلبياً، أم إيجابيّاً، ومن هذه التّأثيرات نذكر :
- عملت وسائل الاتصال الحديثة بشكلٍ كبيرٍ على تدمير الحياة الاجتماعيّة للأسر حينما انشغل أفرادها بمتابعة ما يعرض فيها من برامجَ، وتطبيقاتٍ كثيرة، تشغل النّفس وتلهيها عن القيام بواجباتها الاجتماعيّة، فبعد أن كان أفراد الأسرة قديماً وقبل اكشاف وسائل الاتصال الحديثة يجلسون مع بعضهم السّاعات الطويلة، يتحدّثون في أمور الحياة ويتسامرون، فقد شغلتهم حاليًا وسائل الاتصال الحديثة عن ذلك، وأصبح كلّ واحدٍ منهم يجلس في ركنه وزاويته يتجوّل في صفحات التّواصل الاجتماعي وينشغل بقراءة ما تعرضه المواقع الإلكترونيّة، وما يدوّنه المدونون، وما يسببه ذلك الضّعف في التّواصل بين أفراد الأسرة من مشاكل نفسيّة وعاطفيّة .
- إنّ وسائل الاتصال الحديثة وعلى رأسها الهاتف الخليويّ (الموبايل )، ومن خلال تطبيقات المحادثة شجعت كثيرًا من الشّباب في الأسر على التّواصل مع الأشخاص الغرباء الذين قد يحملون فكرًا هداماً متطرفًا، قد يؤثّر في طريقة تفكيرهم وتعاطيهم مع مجتمعهم، أو قد يكون التّواصل مع أشخاص يحملون فكرًا إباحياً يشجّع على الفاحشة والرّذيلة، وفي كلا الحالتين يسبّب ذلك انقسامَ الأسرة وتشرذم أفرادها، وتفرّقهم وضياعهم، وربما أدّى ذلك إلى تدمير الأسرة بسبب حدوث مشاكل اجتماعيّة لا يحمد عقباها .
- أتاحت وسائل الاتصال الحديثة للوالدين إمكانية التّواصل المباشر مع أبنائهم مهما بعدت المسافات، والاطمئنان عليهم، فبدلًا من أن ينشغل الوالدان أثناء غياب أولادهم، وتراودهم المخاوف في حصول مكروه لهم -لا قدّر الله-، أزالت وسائل الاتصال الحديثة تلك الهواجس والمخاوف حينما مكّنت الوالدين من التّواصل المباشر هاتفيًا مع أبنائهم، بل وأتاحت لهم إمكانية رؤيتهم بشكل صورةٍ، أو تسجيلٍ مرئيّ .