خير الخطائين التوابون كلنا نخطئ، وخير الخطائين التوابون، والمعصوم من عَصَمَه الله، ولا يجوز لأحد منّا ذكر ذنب أخيه، فلربّما تاب توبةً غفر الله له بها جميع ذنوبه، وسبق ذلك الشامت به بالطاعات، ولربّما ابتلى الله الأول بنفس الذنب، فمن وقع في ذنبٍ من الذنوب عليه الرجوع إلى الله عزّ وجل، والندم على ما اقترفت يداه، وأن يتوب فلا يرجع لفعل الذنوب مرة أخرى.
هناك من تكثر معاصيه، فما يلبث أن يتوب حتّى يقع فيها مرّةً أخرى، وذلك لضعفه لا لإصراره على المعصية، فلا ييأس من رحمة الله، فإنّ الله يغفر الذنوب جميعاً، فيجب عليه المداومة على التوبة مرّةً بعد مرّة مستعيناً بالله، حتى ينتصر على نفسه الأمّارة بالسوء، ويتوب توبةً نصوحة لا ذنوب بعدها بإذن الله. باب التوبة مفتوح للعبد ما لم يُغَرغر؛ فبعد الغرغرة يُغلق باب التوبة، ولكن من أصرّ على المعاصي والكبائر، ولم يبالِ بعظمة الله سبحانه، ولم ينوِ التوبة والإقلاع عن الذنب، فهو هالك وسيندم حين لا ينفع الندم.
شروط التوبة الصادقة - الاعتراف بالذّنب والمعصية داخل النفس والإقرار بها.
- النيّة الصادقة بترك الذنب والإقلاع عنه، وعدم العودة إليه والإخلاص لله تعالى في ذلك.
- الإكثار من الاستغفار.
- إعادة الحقوق لأصحابها، إن كان الذنب والمعصية متعلّقين بحقوق الناس.
- التوبة قبل فوات الأوان؛ حيث تبلغ الروح الحلقوم.
نصائح عند التوبة النصوحة - استشعار عظمة وهيبة الله عزّ وجل، ومراقبته في كلّ وقت وحين، والخوف منه سبحانه، والطمع بعظيم مغفرته ورحمته.
- التذكر الدائم لعقاب المعصية الأليم، فلا أحد يحتمل النار وعذابها، فعلى الإنسان أن يُخيف نفسه بذلك.
- الشعور بالانكسار والذل بين يدي الله عز وجل، مستحضراً عِظَم المعصية التي قد ارتكبها.
- اللجوء لله عزّ وجل والدعوة بقبول التوبة، والثبات عليها، وعدم الزلل مرّةً أخرى.
- الابتعاد عن رفقاء السوء، وجار السوء، وكل ما يُذكّر الإنسان بالمعصية، وترك البيئة التي تحمل على المعصية.
- مصاحبة أهل الصلاح وكل من يدفع الإنسان للأمام، وإلى طريق الهداية والالتزام؛ فهم خير مُعين على ذلك.
- تجنّب الخلوة بالنفس؛ فهي تحمل على اقتراف الذنوب والمعاصي بالدرجة الأولى.
- ملء أوقات الفراغ بالعبادات والأعمال الصالحة، والإكثارمن ذكر الله عز وجل، وقراءة القرآن الكريم وتدبّره؛ فالنفس إن لم تشغلها أشغلتك.
وننوّه إلى أنّه لا صغيرة مع الاستكبار، ولا كبيرة مع الاستغفار، ومن تاب توبةً نصوحة فإنّ الله يتوب عليه؛ فالحمد لله غافر الذنب وقابل التوب.