التوبة الصادقة إلى الله للتوبة الصادقة شروط يجب أن يقوم بها العبد إن أراد توبةً صادقةً صحيحة، فليس كلّ من ندم تائب وإلا ما كان قابيل أوّل المجرمين، فهو حقاً ندم بعد أن قتل أخاه، لكنه لم يتب فلم يحصل على المغفرة، فهو لم يستغفر ولم يطلب المغفرة، وفي هذا المقال أخبرك عزيزي القارئ بشروط صحة التوبة، ليغفر الله الذنب بها.
شروط التوبة - الإخلاص: كن مخلصاً لله تعالى في توبتك وليكن الباعث هو حبك لله عزّ وجل وطمعك بثوابه وخوفك من عقابه، وليس تقرباً إلى مخلوق أو لغاية في الدنيا، فكما قال عز وجل في سورة النساء: ﴿إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَاعْتَصَمُوا بِاللَّهِ وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلَّهِ فَأُولَٰئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ﴾ الآية:146.
- ترك المعصية: على التائب أن يبتعد عن المعصية، فلا تصحّ توبةٌ من معصية يداوم العاصي عليها، فإن عاد إليها لا تبطل التوبة السابقة، لكنه إن أراد التوبة بحق عليه التوقّف من جديد وهكذا.
- الإقرار بالمعصية: على التائب أن يعترف لربه أنّه قد عصاه فالاعتراف بالذنب فضيلة وهو أوّل الطريق نحو توبة صحيحة، فلا يمكن أن يتوب الإنسان عن شيءٍ لا يعتبره ذنباً بالأصل.
- الندم: الندم هو سبب التوبة فلو لم يقر العاصي أنّه قد عصى ويشعر بالندم على ما اقترف من ذنب؛ لما توجه إلى التوبة، فالندم وما يأتي بعده من شعور بالحزن سيحثّ العاصي على التوبة الصحيحة، وكمثال عندما يتكلّم إنسان عما كان يفعل من معاصي بلسان المُفتخ؛ فهو بالتأكيد ليس نادم وبالتالي ليس تائب بالضرورة، وبهذا قال رسول الله: (الندم توبة) رواه ابن ماجة وأحمد وصححه الألباني.
- العزم: عزم الإنسان العاصي على مقاومة الذنب وعدم العودة له من شروط التوبة، فلتصحّ التوبة يجب أن يقرّر أنّه لن يعود لها، وكما سبق فترك المعصية شرط من شروط التوبة، ولتركها يحتاج الإنسان إلى العزم على ألّا يعود لها، وربما فشل وعاد، لكن هذا لا ينقض التوبة، فيكفي أن يحاول عدم العودة لها لتجوز توبته.
- ردّ المظالم إلى أهلها: على التائب أن يردّ المظالم إلى أهلها، فكيف يرغب بتوبةٍ صحيحة وفي الأرض من ظلمه ويدعو عليه، فالظلم ظلمات يوم القيامة، ولتصح التوبة عليه أن يعيد الحقوق إلى أهلها، وفي هذا قال صل الله عليه وسلم: (من كانت عنده مظلمة لأحد من عرض أو شيء فليتحلله منه اليوم قبل ألا يكون دينار ولا درهم، إن كان له عمل صالح أُخذ منه بقدر مظلمته، وإن لم تكن له حسنات أُخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه) رواه البخاري.
- أن تسبق الموت أو شروق الشمس من مغربها: أي أن تصدر في وقت قبولها ما قبل حضور الأجل، فبالحديث النبوي: (إنّ الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر) رواه الترمذي وأحمد وصححه النووي، ومن علامات يوم القيامة أن تخرج الشمس من المغرب فلا توبة بعد ذلك الزمان، فقال صل الله عليه وسلم: (إنّ الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها) رواه مسلم.