الثقة بالله الثقة بالله تعالى هي نفس المعنى للإيمان به، فأنت حين تؤمن بالله تترسّخ عندك كُلّ المعاني التي تترادف مع الإيمان واليقين ولا تنفكّ عنها إطلاقاً؛ ففي الإيمان بالله حُسن التوكّل على الله، والرّضا بما يقسم جلّ جلاله، وكذلك الثبات على منهجه وإطاعة أوامره والثقة به جلّ جلاله، والواثق بربّه هو إنسان أراح نفسهُ من هُموم الدّنيا وتقلّباتها، وأسند ظهرهُ إلى حصنٍ حصين وإلى منعة وقوّة، فلا قلق ولا حُزن ولا خوف وأنت واثق بربّك. في هذا المقال سنحاول معرفة الطريق الأمثل لتحقيق الثقة بالله وتقويتها.
تقوية ثقتك بالله - عليك بتعميق التوحيد في داخلك، ردّد في جوفك لا إله إلا الله، اجعلها تستقرّ في قلبك وتسطع أنوارها على جوارحك، وحين تفهم معنى التوحيد ومُقتضاه بأنّهُ لا معبود بحقّ إلاّ الله، وبأنّهُ جلّ جلاله لهُ كامل الصفات وعظيم الأسماء، وبمعرفة أسمائه وتعبّدك إليه بتوحيدك إيّاه، عندها قد حققت الإيمان وكُنت عند أعظم الطُرق إيصالاً إلى الثقة بهِ سُبحانهُ وتعالى.
- انزع من صدرك كُلَّ التعلّق بمتاع الدُّنيا وبأشخاصها، وحاول أن تُحققّ معنى الإخلاص، والإخلاص هوَ التوجّه إلى الله وحده دون أحد غيره، واعتمادك عليه وحده والتوكّل عليه، والإخلاص يكون إخلاصاً في القول وإخلاصاً في العمل وقبل ذلك كُلّه إخلاصاً في النيّة.
- التزم بالطاعات وأهمّها الفرائض التي افترضها الله سُبحانهُ وتعالى عليك، فلا أحبّ إلى الله سُبحانهُ وتعالى من أن تتقرّب إليه بالفرائض ثُمّ بسائر العبادات النافلة، وفي الطاعة والعبادة وخُصوصاً الصلاة تتقوّى العلاقة بين العبد وربّه، وتمتدّ حبال الرحمة والمحبّة من السماء إلى الأرض، فتكون موصولاً بخالقك وقريباً من ربّك، ومن دنا من ربّه جلّ جلاله فقد أضحى على قوّة في اليقين وثقة به.
- تفكّر في خلق الله من حولك، وكيف أنّهُ يُحيي ويُميت، وكيف يخلق من العدم ويرزق بلا حساب، وكيف خلق السماوات بنجومها وكواكبها لا تحيد ولا تميد، وكلّ ما تراه حولك في هذا الكون الواسع وفي الأرض الي تعجّ بالحياة أدلّة على وجود خالق عظيم وحكيم، وهذا الخالق هوَ الله جلّ جلاله الذي يجب أن تؤمن به وتثق بقُدرته.
- تعلّم العِلم الشرعي، والعِلم بالله هو مصدر الثقة والخشية؛ فأكثر الناس معرفةً بالله هُم العالمون به، وهُم أشدّ الناس خشيةً لربّهم، وبمعرفتك بشرع الله فإنّك تقف على الفهم الصحيح والواضح بدينهِ جلّ جلاله، وكُلّما تعلّمت أكثر تعمّق الإيمان في قلبك وتجذّرت الثقة بقُدرته سُبحانهُ وتعالى.