إنَّ النسيج العضلي هو المَصدرُ الأساسيّ لقوّة الجسم وحَركته؛ حيثُ إنَّ مهمّته الأولى هي التغيير من استقامة الجسم، وتحريك الأعضاء الداخليّة؛ حيث يَحتوي جسم الإنسان على قرابة 650 عضلة، وتُشكِّل هذه العَضلات نصف كُتلة الجسم تقريباً.[١]
تتكوّن جميع عضلات الإنسان من المادّة نفسها، ألا وهي نسيج مرن يتكوَّن من حُزَم من مادّة شبه ليفيّة قابلة للتمدُّد، وهي شبيهةٌ بِما يَدخل في صناعة الرابط المطّاط؛ فالعضلة تتكوَّن من آلاف إلى مئاتِ الآلاف من الأليافِ العضليّة الصغيرة، والتي يَبلغ طولها حوالي 40 ملم، وتتكوَّن هي الأخرى من جدائل صغيرة جدّاً من الألياف. يتمّ التحكُّم بالألياف العضليّة عن طريق الأعصاب، والتي تجعلها تنقبض؛ فقوّة العَضلة تعتمد بشكلٍ أساسيٍّ على كميّة الألياف الموجودة فيها.[١]
حركة العضلاتإنَّ الحركة تتطلَّب مَجهوداً من كامل الجسم؛ فعندما يُفكِّر الإنسان في الحركة فإنَّ دماغه يُحدِّد أي العضلات هي المطلوبة من أجل إنجاز تلك الحركة، بعد ذلك يتمّ إرسال نبضاتٍ كهربائيّة عن طريق النُّخاع الشوكي والأعصاب لتلك العضلات، مع العلم أنّه يجب أن تتوفَّر كمّيّات مُناسبة من النواقل العصبيّة من أجل إتمام عمليّة الانقباض، بذلك تكون قد بدأت الحركة. توجد آليّات تُتيح للدماغ تتبُّع الحركة أثناء تأديتها، وهذا ما يُسمّى باستقبال الحس العميق (بالإنجليزيّة: Proprioception)؛ وهي الحاسّة التي يستطيع الإنسان من خلالها معرفة موقع عضو مُعيَّن من الجسم بالعلاقة مع الأجسام الأخرى الموجودة في مُحيطه، بالإضافة للجاذبيّة.[٢]
قوّة العضلاتإنَّ قوّة العضلات تعتمد على عاملين، هُما: الكُتلة، والمُحاكاة العصبيّة مع الألياف العضليّة؛ حيث إنَّ قوّة العضلة تزداد بازدياد عدد الألياف التي يتمّ توظيفها من خلال المُحاكاة العصبيّة، فعلى سبيل المثال، إنَّ عضلة الذراع تكون أقوى في حال توظيف 50000 ليفٍ عضليٍّ بالمُقارنة مع توظيف 25000 ليفٍ عضليّ.[٢]
إنَّ حمل الأثقال وبذل مَجهود على العضلات بشكلٍ روتينيّ يؤدّي إلى تَحسين المُحاكاة بين الدماغ والأعصاب، والموصل العَصبي العضلي، والألياف العضليّة، وبالتالي تزداد قوّة العضلة. إنَّ تضخيم الخلايا العضليّة هي طريقة أخرى لزيادة قوّة العضلات، وهي تعمل بآليّةٍ مُختلفة كُلّياً عن طريقة المُحاكاة العصبيّة، فعندما يحمل الشخص الأثقال فإنَّ ذلك يؤدّي إلى حدوث تمزُّقٍ مجهريٍّ للييفات العضليّة الموجودة في الألياف العضليّة، وهذا سيُحفِّز من ردّة فعل الجسم للقيام بإعادة بناءِ اللييفات المُمزَّقة، ويؤدّي إلى نموّها وزيادة عددها من خلال الاستفادة من العناصر الغذائيّة، وهذه الزيادة في عدد اللييفات العضليّة ستؤدّي إلى زيادة حجم الألياف العضليّة. من الجدير ذكره أنَّه لا تحدث زيادةٌ في عدد الألياف العضليّة، وإنّما زيادة في اللييفات داخلها.[٢]
فوائد بعض الأعشاب والنباتات للعضلاتعند تناول الأعشاب، واتّباع حِميةٍ غذائيّة صِحيّة وممارسة التمارين بشكلٍ مُستمر ستتحسّن عمليّة بناء العضلات؛ حيثُ إنَّ بعض الأعشاب الطبيّة يُمكن أن تزيد من مُعدّلات هرمون الرجولة (بالإنجليزيّة: Testosterone)، وذلك يؤدّي إلى زيادة في الكتلة العضليّة والطاقة أثناء التمرين، كما أنَّ بعض الأعشاب أيضاً تُساعد على تضخيم العضلات عن طريق تحسين استجابة الجسم للضغط النفسي، ولكن يجب توخّي الحذر عند استخدام الأعشاب الطبيّة؛ حيثُ إنَّ بعضها قد تكون لها آثارٌ جانبيّة، أو قد تتفاعَل مع بعض أنواع الأدوية.[٣]
الحلبةإنَّ نبات الحلبة تقوّي العضلات وتزيد من قدرتها على حمل الأثقال، كما أنَّ هذه النبتة تَقي من الإصابة بمرض السرطان؛ فمن خلال دراسة فوائد نبات الحلبة تمكَّن الرياضيّون الذين تناولوا نبات الحلبة من زيادة أوزانهم أثناء أداء تمرين الدفع باستخدام الساقين، ولكن من مساوئ تناول نبات الحلبة هو أنّها تجعل رائحةَ الجسمِ قويّةً وفوّاحة.[٤]
البابونجتُعدّ عشبة البابونج من الأعشاب القديمة المُستخدمة في العلاجات ومن ضمنها علاج تشنُّج العضلات، كما أنّها تحتوي على 36 نوعاً من الفلافونويد؛ لذلك فهي مُهمّة لعلاج الالتهابات. يتمّ استخدام البابونج عن طريق دهن وتدليك المنطقة المُصابة بزيت هذه العُشبة للتخفيف من آثار الشد العضلي، كما أنَّ شرب شاي البابونج يُساعد على إرخاء العضلات المشدودة.[٥]
إكليل الجبلإنَّ عشبة إكليل الجبل تُعدّ عشبةً عَطرة، دائمة الخضرة، وتوجد في منطقة البحر الأبيض المتوسِّط، تُستخدم هذه العشبة في الطبخ كبهارات، كما تتمّ صناعة العطور منها، وهي مُفيدةٌ جدّاً لصحّة الجسم. تُعدّ هذه النبتة مصدراً غنيّاً بالحديد، والكالسيوم، وفيتامين ب6، كما أنّها مَليئة بمُضادّات الأكسدة ومُضادات الالتهاب. كانت تُستخدم هذه العشبة منذ القِدَم في علاج آلام العضلات، وتحسين الذاكرة، وغير ذلك من الفوائد العديدة..[٦]
عناصر غذائيّة مفيدة للعضلاتتحتاج العضلات عند راحتها - أي عندما يُعيد الجسم بناءها- إلى ما يُوفِّر لها الطاقة، وذلك عن طريق توفير بعض الفيتامينات والمعادن المُختلفة لها.
فيتامين جيُعدّ فيتامين ج ضروريّاً من أجل ضمانِ صحّة الأوعية الدمويّة، وذلك بدوره يؤدّي إلى توفير الأكسجين والعناصر الغذائيّة المُختلفة للعضلات، كما أنَّ فيتامين ج يَدخل في تركيب مادّة الكولاجين، والتي يَستخدمها الجسمُ في بناء العظام والعضلات.[٧]
الكالسيوموفقاً لما قال الدكتور بوبوفيتز (بالإنجليزيّة: Dr. Popovitz) فإنَّ الكالسيوم هو واحدٌ من أصل عُنصرين غذائيين يُعدّان الأهمّ من أجل بناء العظام والعضلات. يوجد الكالسيوم في الحليب ومشتقّاته، إضافةً للخضراوات، ويُنصَح بإدخال 1200 مليغرام إلى الجسم منه يوميّاً.[٧]
فيتامين بتُعد سلسة فيتامينات ب والتي هي ب1، وب2، وب3، وب6، وب7، وب12، مُهمّةً جدّاً للصحّة العامّة للجسم، وبالأخص لمَن يُحاول تضخيم وتقوية عضلاته؛ ففيتامين ب هو المسؤول عن عمليّات أيض البروتين، إضافةً لإنتاج الطاقة. يوجد فيتامين ب فقط في مُشتقّات الحيوانات من الأغذية؛ حيثُ لا يمكن للنباتيين أن يَحصلوا عليه إلّا عن طريق المُكمِّلات الغذائيّة.[٧]
المراجعالمقالات المتعلقة بتقوية العضلات بالأعشاب