مقدمة حتى يكبر الإنسان ويصل مرحلة النضج لا بدّ وأن يمُرّ بمراحل عمرية مختلفة. لكل مرحلة احتياجاتها، صفاته فيها، تغيراته الجسدية، النفسية، العقلية والعاطفية منها، ولعّل أخطرها وأكثرها حساسية هي مرحلة المراهقة، فتعتبر فترة المراهقة من أصعب المراحل العمرية وأشدها حساسية ولذلك لأسباب عديدة منها:
- التغيرات الجسدية المفاجئة التي تطرأ على جسم المراهق
- الصفات البشرية الطبيعية والتي تصبح في هذه المرحلة صعبة للتعامل معها أو حتى فهمها بشكل سليم، إضافة إلى أن الإنسان بطبيعته يبدأ في هذه المرحلة بالميول والتفكير في الجنس الآخر وهو ما يؤدي بدوره إلى كثير من المشاكل إذا لم نُحسن التعامل معها.
كيف أتعامل مع ابني المراهق جميعنا يطمح لأن يكبر أبناؤه بشكل سليم وبأقل الأضرار تحديداً في هذه المرحلة الحرجة، لذلك سنطرح هنا مجموعة من النصائح والإرشادات التي تساعد في التعامل مع الأبناء المراهقين ليتجاوزوا مرحلتهم بسلام، ومنها:
- قومي بالدعاء إلى الله بأن يصلحهُ ويهديه، وكوني على ثقة بأنها مرحلة ابتلاء وستزول لكنها تحتاج منك كأُم أو كأب الصبر.
- كوّني مع ابنك أو ابنتك علاقة صداقة وحب، ابتعدي عن أسلوب الأمر والنهي، واجعلي العلاقة وديّة قائمة على الاحترام.
- اخبريه واجعليه يشعر بأنك ستقفين إلى جانبه دائماً حتى في أسوأ الحالات والظروف، وأنك الملجأ الأكثر أماناً له والأكثر حرصاً عليه.
- تبادلي معه الحديث دائماً، أخبريه بعضاً من أسرارك لتبني علاقة ثقة متبادلة بينكما، ولتكوني أنتِ الطرف الأول الذي سيفكر بإفشاء أسراره أو حتى مشاكله إن وجدت.
- احرصي على امتداحه دائماً من خلال البحث عن جوانبه الإيجابية وذكرها مراراً وتكراراً مهما كانت بسيطة أو حتى تافهة، كسرعة بديهته، ذكائه، خفة ظلّهِ أو حتى أسلوبه في اللبس وأناقته.
- اجعليه يشعر بالاحترام من قِبلك، أعطيه الثقة، إشركيه في النقاشات العائلية وخذي رأيه بعين الإعتبار.
- اسمعيه دائماً مهما كان الموضوع ليس ذا أهمية أو ليس وقته حتى، نمّي لديه قدرة التعبير عن نفسه وعمّا يجول في باله.
- احرصي على الابتعاد كل البعد عن أسلوب التخويف والعقاب كالطرد من المنزل، الحرمان من المصروف أو حتى رؤية أصدقائه.
- شجعيه دائماً على القيام بأعمال ونشاطات بيتية بمشاركة أفراد العائلة أو حتى الأصدقاء.
- قومي بمكافأته حتى بأبسط الأشياء كتجاوز امتحانه بنجاح.
- اسمحي له بممارسة هواياته وشجّعيه عليها، وحاولي أن تخلقي جوّاً مناسباً له حتى يمارسها.
وأخيراً وليس آخراً ثمة أُمور في هذه الحياة لا تحتاج منّا سوى الصبر والليونة والهدوء، فلنبتعد عن العصبية وردة الفعل السريعة وغير المناسبة لمجرد أن سلوكاً لابننا المراهق لم ينل إعجابنا، ولنتذكر أن المراهق لا يتحطى هذه المرحلة بين يوم وآخر، وأن اجتيازها يحتاج منا وقفة ايجابية معه لما في اجتياز هذه المرحلة الصعبة من أثر كبير في تكوين شخصيته عندما يكبر.