كيف أربي طفلي العنيد

كيف أربي طفلي العنيد

العناد

سوف نتكلم في هذا الموضوع عن أساليب وطرق تربية الطفل العنيد، لكننا في البداية سنتكلم عن العناد بشكل عام، يعرف العناد بأنّه مرحلة عمرية يمر بها الإنسان وليس سلوكاً، أي أنّه من الطبيعي أن يمرّ الطفل بمرحلة العناد؛ لأنّه من بداية طفولة الإنسان لا يكون عنده الأنا فأناه هي أمّه، لكن عندما يصل إلى مرحلة عمر السنتين أو ما قبلها يصل إلى مرحلة يجب أن يثبت فيها ذاته ويحصل على استقلاليته واللغة التي يستخدمها الطفل للحصول على استقلاليته هي لغة العناد ويسمّيه البعض عمر الضد أو عمر اللّا أو يسمونها المراهقة المتقدّمة (المراهقة الأولى).

أهميّة العناد

وللعناد وظائف إيجابية، فهي اللغة التي يتعلّم من خلالها الطفل كيف يستقل ويعتمد على ذاته وهو أمر طبيعي، بل ويصفه البعض بالضرورة، والأم التي يصل ابنها لمرحلة السنتين ولم يعاند نصح بعض النفسييّن بأن تستشير استشارياً نفسياً فالعناد أمر طبيعي وضروري للطفل، لكن إذا استمرّ العناد عند الطفل فهنا نبدأ بالقول أنّها بوادر مشكلة وأمر غير جيد عند الطفل، ويستمر العناد في حال أنّه وجد أمّه معاندة إمّا بسبب الخوف عليه أو الدلال أو الحماية الزائدة، فلا تعطيه الفرصة ليعتمد على ذاته ويختبر قدراته، فتبدأ الأم تعاند وهنا الطفل يصبح أمام خيارين، إمّا أن يستسلم للأم ويسمع ويطيع ويستسهل ويستمتع بالحياة الهادئة التي فيها اعتماد كلّي على الأم وهذا هو ضعف الشخصيّة، فلا اتّخاذ قرار ولا اعتماد على النفس، أمّا الخيار الثاني فهو بأن يستمر الطفل بالعناد ويمكن أن يتطور هذا مع الطفل في حال أنّه لم يفهم بشكله الطبيعي ويصل إلى حالة التمرّد، وفي هذه الحالة يمكننا القول بأنّ العناد عند الطفل أصبح مشكلة ويجب حلّها ومعالجتها.

أساليب وطرق تربية الطفل العنيد

لتصحيح هذا الخطأ ومعالجة هذا المشكلة عند الأطفال:

  • يجب أولاً على الأهل التوقف عن جميع التصرفات السلبيّة التي تؤثرعلى نفسية الابن وطريقته وعلاقته ومعاملته مع والديه.
  • أن يقوم الأهل بالاعتذار والتأسّف من الأبناء في حالة أنهم أساؤوا معاملتهم وأن يوضحوا بأن هذا الشيء كان لمصلحتهم.
  • نبدأ بعد ذلك بمرحلة جديدة وهي مرحلة الحوار مع الأطفال باعتبارهم أصدقاءً وليس الحوار معهم باعتبارهم أطفال ينبغي أن ننصحهم، بمعنى حوار الصّداقة فنفوم بمحاورتهم عن مختلف المواضيع مثل، كرة القدم والتكنولوجيا وغيرها من القضايا العامة باعتبارهم أصدقاء.
  • ثمّ نبدأ بمدح السلوك الإيجابي للأبناء فلا يوجد طفل إلّا وعنده سلوكيّات إيجابية، وأمدحه على شكله الخارجي فأمدح ابتسامته وعيونه وشعره وأناقته وغيره، وأمدح سلوكه أيضاً وبذلك أعطيه جزءاً كبيراً من الثقة بالنفس.
  • نقوم بمدح الطفل أمام الآخرين من ضيوف وأقارب وأصدقاء فأقدّمه بطريقة إيجابية أمام الآخرين وذلك حتى نرفع معنويات الطفل بشكل كبير، وأيضاً ستزيد محبته وتقديره للشخص الذي يمدحه سواء أكان الأب أو الأم.
  • نتفقده قبل النوم فنجلس مع الطفل ما قبل النوم لمدة دقيقتين إلى ثلاث دقائق نقوم من خلالها بقول قصة له، أو وضع يديّ على جبينه، فهذا يُطمئن الطفل وينمّي الجانب الوجداني لديه، وبالتالي سيتكون عند الطفل ما يسمّى بالضّمير في السّبع سنوات الأولى وهذا يتحوّل إلى قيمة وخلق اسمه الحياء، ممّا يساعد الطفل للقيام بعمل مراجعة هذه اللّحظات الجميلة فقبل أن يعاند سيتذكر بأنّ من سأعانده الآن هو الذي يضمني ويحاورني ويجلس معي ليلاً ويلبّي طلباتي، فلا أسمح لنفسي بأن أزعجهم. هكذا نكون قد حققنا هدفنا من هذا الأسلوب التربوي الذي قمنا بمعاملة أبنائنا به، وهو تجنب العناد من قبل الطفل.

المقالات المتعلقة بكيف أربي طفلي العنيد