محمّدٌ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم هو خاتم الأنبياء ، وبه اختتم الدين ، فكانت رسالته هي آخر الرسالات ،وشريعته هي خلاصة الشرائع ، ومنهاجه الذي أتى به من عند الله عزّ وجلّ هو المنهاج الكامل الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
نعَم إنّ رسالة الإسلام هي أتمّ الرسالات ، وتتميّز بأنها الرسالة الخالدة التي لا يأتيها التحريف ولا التبديل ولا التغيير ، نعَم إنّ الله حفظها ؛ لِحفظه جلّ جلاله للقرآن الكريم ( إنّا نحن نزّلنا الذكر وإنّا لهُ لحافظون ).
وقد كانت هذه الرسالة من الله عزّ وجلّ إلى رسوله ونبيّه صلّى الله عليه وسلّم ؛ لتكون للعالمين رسالةً خالدةً إلى قيام الساعة ، فكان حملُ هذه الرسالة من محمّد رسول الله إلى الخلق أجمعين ، فتحمّل صلّى الله عليه وسلّم كلّ الأذى في سبيل توصيل وتبليغ دعوته إلى العالمين ، والحمد لله فقد وصلنا الدين ووصلتنا الرسالة عن طريق الأجيال التي حملت لواء الدين والحقّ حتّى أضحت بين أيدينا ونسأل الله أن يجعلنا من يتوفّاهم وهم على الحقّ.
لا شكّ أنّ الله نصَرَ نبيّه وآزره ، وأيّده بالمدد والعون ، وهذا نصر الله تعالى وتمكينه جلّ جلاله لنبيّه المصطفى والمجتبى ، ولكن كيف يكون نصرُنا نحنُ لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم ؟.
يكون نصرنا لنبيّه صلى الله عليه وسلّم حين نتبّع سنته ونقتفي أثره ، ونكون من السائرين على منهجه ومن الدّاعين إلى سنّته.
نعَم يكونُ نصرنا له بنصرِ دعوته ، وفي تبليغ الرسالة التي أصبحنا الآن مسئولين عن تبليغها للعالمين.
يكون نصرنا بأن لا نجعّل للكافرين على المؤمنين سبيلا ، تكون نصرتنا له حين نربّي أبنائنا على محبّته وعلى سيرته.
يكون نصرنا له حين نحفظ كلام ربّنا ، ونسمع حديث رسولنا صلّى الله عليه وسلّم ونرويه عنه.
يكون نصرنا حينَ لا نرضى بأن يُسبَّ صلّى الله عليه وسلم أو يتكلّم أحدٌ فيه أو في زوجاته أو بناته أو حتّى أصحابه ، يكون نصرنا له صلّى الله عليه وسلّم حينَ نُحبّ أبا بكر وعمر وعثمان وعليّ ومن مات صلّى الله عليه وسلّم وهو راضٍ عنهم.
تكون نصرتنا لنبيّنا وحبيبنا صلّى الله عليه وسلّم حين نفهم وندرس سيرتَه ، ونطّبقها واقعاً نعيشه في حياتنا ، نعَم إذا كُنَا نحبّه صلّى الله عليه وسلّّم فعلينا أن نمشي على هُداه ونقتدي به تمام الإقتداء فعندها يكون النصر وتكون لنا العزّة والكرامة .
المقالات المتعلقة بكيفية نصرة الرسول