تُعدّ الشلالات من المَناظر الطبيعيّة الجميلة التي تظهر كثيراً في مُختلف اللوحات الفنيّة والأفلام، وهي من المَناطق السياحيّة التي يقصدها السُّياح من مختلف أنحاء العالم،[١] يُعرف الشلال بأنه مسقط مائي أو سقوط لمِياه الأنهار على صخور صلبة كالحجر الجيري مثلاً أو صخور رخوة كحجر الطفل، ويكون السقوط من مكانٍ مُرتفع عن سطح الأرض لِيحدث تآكل لتلك الصخور، ويكون تآكل الصخور الرّخوة أكثر من الصلبة ممّا يؤدّي إلى تَكوُّن جرف منحدر وهو الشلال.[٢]
تُعدّ شلالات نياجرا من أشهر شلالات العالَم وأجملها، وهي معلَم سياحيّ عالَميّ، كما أنها الأسرع في حركة المياه على سطح الأرض، الأمر الذي جعلها من أقوى الشلّالات اندفاعاً في أمريكا الشمالية، أمّا اسمها فتم اشتقاقه من لغة الهنود الحمر وهم السكان الأصليين للمَنطقة، ونياجرا تعني رعد المياه،[٣] ويُقال أيضاً إنّ أصل تسميتها جاء من لغة سكان الموهوك وهم من القبائل الأمريكيّة القديمة، وتعني نياجرا في لغتهم العنق.[٤]
موقع شلالات نياجراتقع شلالات نياجرا على نهر نياجرا الذي يبلُغ طوله نحو 58 كم، ويصل نهر نياجرا بين بحيرة أونتاريو الواقعة في الشمال وبحيرة إيجي الواقعة في الجنوب، أمّا موقع الشلالات بالتحديد فهو في مُنتصف نهر نياجرا عند الحدودِ الدوليّة بين مقاطعة أونتاريو الواقعة في كندا وولاية نيويورك الأمريكية، ويتدفّق قسم من شلالات نياجرا من الجانب الكندي بحوالي 57 متراً، وبين 21 و30 متراً من الجانب الأمريكي.[٣]
تتألّف شلالات نياجرا من ثلاثة شلالات وهي حذوة الحصان أو هورس شو الواقع على الجانب الكندي ويبلغ عرضه 830 متراً؛ حيث يشغل ما نسبته 90% من تدفّق مياه نهر نياجرا، وشلالات مستقيمة تأتي من الجانب الأمريكي تفصل بينها جزيرة الماعز، بالإضافة إلى شلال صغير من الجانب الأمريكي يُدعى برايدال فايل ويقع بالقرب من جزيرة اسمها لونا، ويتدفّق الماء من شلالات نياجرا بمُعدّل 2400 متر مكعّب لكل ثانية، وتصل حدوده وقت ذروته إلى 6400 متر مكعّب لكل ثانية.[٣]
تاريخ شلالات نياجرااكتُشِفت شلالات نياجرا من قِبل أحد الهنود الحمر، وظهرت هذه الشلالات منذ ما يُقارِب عشرة آلاف سنة، وكان ذلك في نهاية العصر الجليدي الذي يُدعى ويسكنسن الجليدي، والذي تسبّب في تكوين نهر نياجرا والبُحيرات الكبرى في أمريكا الشمالية.[٣]
علاقة شلالات نياجرا بالاقتصادتم إنشاء محطّتين كبيرتين لتوليد الكهرباء في أونتاريو وولاية نيويورك بهدف استغلال شلالات نياجرا في توليد الطاقة الكهربائية، كما تُزوِّد مياه الشلالات كلّاً من أمريكا وكندا بمياه الشرب، وعلى الرغم من قوة مياه الشلالات إلّا أنّها تحتوي في أسفلها على أسماك تبقى 90% منها على قيدِ الحَياة.[٣]
يزور شلالات نياجرا نحو 26 مليون سائح في كلّ عام، وذلك يجعلها من أهمّ وأكبر المَعالِم السياحيّة، وتكون الفترة الأكثر ازدحاماً بالسياح بين شهر مايو/أيار وشهر سبتمبر/أيلول؛ حيث يَزور السيّاح أهمّ المَناطق في شلالات نياجرا وهي كهف الرياح وهو فجوة كبيرة نحتتها الشلالات من الجانب الأمريكي، وجسر قوس قزح، كما يُمارسون رحلةً وراء الشلالات ليُشاهدوا منظر تدفُّق المياه، وذلك من خلال مصاعد تهبط بهم إلى ممرٍّ خاص منحوت بالصخر يصل بهم خلف الشلالات مباشرة، ولوقايتهم يتمّ تأمينهم بلباس واقي يحميهم من رذاذ الشلالات القوي.[٣]
تمّ استِغلال شلالات نياجرا في تصوير الكَثير من الأفلام العالميّة منها أجزاء من سلسلة أفلام قراصنة الكاريبي وفيلم لسوبر مان، ومن الأسباب التي جعلتها هدفاً لصناعة الأفلام تجمّدها في شهر يناير/كانون الثاني من عام 2014م بسبب موجة ثلوج شهدتها الولايات المتحدة الامريكية؛ حيث تجمّدت بشكل كامل وتحوّلت إلى ما يُشبه مدينة الأشباح، وفي عام 1829م وتحديداً في شهر أكتوبر/تشرين الثاني نجح شخص يُدعى سام باتش في القفز من أعلى شلالات نياجرا ليُصبح بذلك أوّل شخصٍ يبقى على قيد الحياة بعد تلك القفزة.[٣]
أشهر الشلالات حول العالمتوجد العديد من الشلالات المشهورة حول العالم، منها:[١]
شلالات فيكتورياتقع شلالات فيكتوريا بين زامبيا وزيمبابوي، ويبلغ عرض المِياه الساقطة في نهر زامبيزي نحو 1700 متر، أمّا عمقها فيبلع نحو 108 مترات، وتجذِب شلالات فيكتوريا العديد من السياح من مُختلف أنحاء العالم؛ حيث تُوفّر لهم أماكن إقامة جيّدة في منطقة تُدعى ليفينغستون في زامبيا، كما توجد مدينة شلالات فيكتوريا في زيمبابوي، إلّا أنّ كلفتها قد تكون مرتفعة نوعاً ما.
شلالات إغوازوتقع شلالات إغوازو بين الأرجنتين والبرازيل؛ وهي عبارة عن عشرين شلالاً إضافة إلى مجموعة شلالات صغيرة، وهي من ضمن قائمة التراث الطّبيعي العالمي والتابعة لمُنظّمة اليونسكو، يُمكن للزوّار مشاهدتها من كلٍّ من الجانب الأرجنتيني والبرازيلي، وتوجد بها طريق تُعرَف باسم أخدود الشيطان أو غارغانتا ديل ديابلو؛ وهي طريق للتجوال يؤدّي إلى الشلالات، حيث يسمح للزوّار برؤية الشلال وأن يتعرفو على قوّة مياهه عن قرب.
شلالات آنجلتقع في جنوب شرق فنزويلا، سُمّي هذا الشلال بآنجل نسبةً إلى مُكتشفه الطيّار جيمس آنجل والذي اكتشفه عندما كان يُحلِّق في طائرته فوق غابات فنزويلا في عام 1933م، وعندها رأى نهراً مُتدافقاً من قمة جبل يجري إلى أخدود عميق ، وتعتبر شلالات آنجل من أعلى الشلالات في العالَم؛ حيث يَصل عمقها إلى 807 مترات، وإذا أراد السيّاح رؤية الشلالات فعليهم الذهاب إلى مُخيّم كانيما كامب في المحميّة الطبيعية والتي تحمل الاسم نفسه؛ حيث تنطلِق من هناك رحلات لِمشاهدة الشلال عن طريق القوارب.
شلالات توغيلاتقع شلالات توغيلا في مقاطعة دراكنزبرغ في جنوب أفريقيا، ويبلغ ارتفاعها 948 متراً، ويوجد طريقان للتجوال في تلك المنطقة؛ حيث يمكن التجوّل سيراً على الأقدام على طريق مونت أوكس سورس والانتقال بعدها إلى الهَضبة للوصول إلى الحافة التي يسقط منها الشلال؛ فهذا المنظر له إطلالة رائعة؛ حيث تكون المنطقة مرتفعةً جداً مع تدفّق بسيط للمياه. يُمكن مشاهدة الشلال من الطريق الرئيسي في محمية رويال ناتال الطبيعية في موسم الامطار، أما في فترات الجفاف فمن الممكن أن يختفي أحياناً.
شلال فينوفالت يقع شلال فينوفالت في النرويج، وهو أعلى شلال في أوروبا، ومن أكثر الشلالات جمالاً في العالم، تتدفّق مياهه من النهر الجليدي فينو من خلال فجوة في الجدران الصخرية وتصل مياهه إلى عمق 865 متراً، وأعلى ارتفاع للشلال يصل إلى 70 متراً، وتتشعّب المياه بعد سقطوها إلى جداول صغيرة، وتقع الشلالات بالقرب من قرية سوندالسورا الأمر الذي يُمكّن السيّاح من الوصول إليها بسهولة. شلالات يوسمايت تقع في الولايات المتّحدة الأميركية، وهي من أعلى الشلالات في أمريكا ويصل ارتفاعها إلى 739 متراً، ويكون تدفّق مياه الشلال بغزارة خلال شهر أيار/مايو من كل عام، ويستطيع السيّاح أن يصلوا إلى هذه الشلالات بسهولة وذلك لأنّ محمية يوسمايت الطبيعيّة القريبة منها من أكثر الأماكن شهرة في غرب الولايات المتحدة الأمريكية، إضافةً إلى توفّر وسائل النقل اللازمة لانتقالهم. المراجعالمقالات المتعلقة باين تقع شلالات نياجرا