كتابة المقالات الإفتتاحية من أساسيات العمل الصحفي القيادي ، و يتم انساب تلك المهمة عادة في الصحف الكبرى و المجلات إلى رؤساء التحرير ، الذين يقومون بكتابة المقال الإفتتاحي بشكل منتظم مع كل إصدار للصحيفة أو المجلة . و يعبر المقال الإفتتاحي للدورية عن الرؤية العامة الرسمية و المنهج الذي تتبعه الدورية في أغلب الأحيان ، سواء كانت صحيفة يويمة تهتم بالشأن السياسي الداخلي أو الإجتماعي ، أو صحيفة أو مجلة متخصصة تهتم بالثقافة أو الفن أو الأزياء أو المرأة أو الصحة ، أو غيرها من المنشورات الدورية العلمية في مختلف المجالات . لذا فإن كتابة المقال الإفتتاحي يعد من أكبر المسؤليات في الجريدة أو المجلة المراد نشرها ، و هنا نستعرض معاً أهم النقاط التي يجب التركيز عليها أثناء الكتابة من أجل مقال إفتتاحي ناجح .
هناك عدة شروط أساسية يجب أن تتوافر في المقال الإفتتاحي ، أول تلك الشروط هو أن يكون المقال مكثفاً أو مركزاً من حيث قوة الأفكار التي يتم طرحها من خلال المقال ، خاصة أن المقالات الإفتتاحية تكون في شكل عمود صحفي له حد أقصى من الكلمات ، لذا فإن عليك أن تهتم دائماً بإيصال أفكارك بشكل مباشر و بكلمات قوية و مؤثرة في القارئ ، لأن المقال الإفتتاحي يعبر بشكل كبير عن بقية المواد المكتوبة في الدورية و هو أحد مميزاتها .
و لا يمكن أن يتحقق الشرط الأول دون أن يتم ذلك في إطار اختيار موضوع هام و متناسب مع الرؤية العامة للدورية و مجال اهتمام القاعدة الأكبر من القراء ، يجب أن يتم اخيار موضوع المقال الإفتتاحي بعناية كبيرة ، مع الإهتمام بأن يكون الموضوع من المواضيع الهامة المطروحة على الساحة و يدور حولها العديد من النقاشات ، أو أن يكون الموضوع طرح لقضية كبرى بشكل جديد و يتم تناول تلك القضية بالتفصيل كمحور للعدد ، و يتطلب ذلك تجهيز العديد من المقالات الداخلية الأخرى من فريق العمل للإلمام بكافة جوانب القضية المطروحة للنقاش .
و من المهم كذلك أن يكون المقال في إطار موضوعي قدر الإمكان ، دون انحياز لأحد إلا في الثوابت الإنسانية أو الوطنية إن كانت على تماس مع الموضوع ، كذلك فإن الدقة اللغوية من أهم ما يميز المقال الإفتتاحي و يجعل القاري يشعر بأهمية الدورية ، و يجب كذلك أن يتم اختيار عنوان مناسب يجذب القارئ و يحفز اهتمامه بالموضوع .
المقالات المتعلقة بكيفية كتابة مقال افتتاحي