خصائص الشعر الجاهلي

خصائص الشعر الجاهلي

العصر الجاهلي

يُعرف العصر الجاهلي على أنّه فترات عاشها العرب قبل الإسلام أي ما قبل البعثة، حيث عاش العرب قديماً في ظل تفشي الوثنية والأصنام وعبادة الماديات، ويقصد بوصف الجاهلي الجهل بدين الحق ووحدانية الله لا الجهل بالعلوم والمعرفة والتطور، وتجلّى ذلك في قوله تعالى "أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ ۚ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ"، وانتشرت العديد من المظاهر التي تميزت بها هذه العصور وتأثرت بطابعها، وقد بقيت من تلك الحقبة بعض الوثائق التي عكست صورة عن أحوال الجزيرة وأحوال العرب الاجتماعية آنذاك، على رأسها الشعر الجاهلي الذي يعتبر ديوان العرب، وتميّز بعدد من الخصائص التي ميزته عن غيره من أنواع الشعر المختلفة، والتي سنتحدّث عنها بشكل مفصل وموسع في هذا المقال.

خصائص الشعر الجاهلي

كان الشعر الجاهلي أفضل وسيلة لنقل معاناة الناس وألمهم وشكواهم، وتميّز بعدد من الخصائص والتي تتمثل فيما يلي:

  • كان شعراً صادقاً، وذلك نظراً لتعبير الشاعر عن كلّ ما يجول في نفسه وخاطره من مشاعر، رغم عنصر المبالغة الذي يظهر في بعض الأشعار الجاهلية.
  • إنّ طبيعة الحياة التي كان يعيشها العرب آنذاك جعلت منه شعراً بسيطاً فطرياً، ويعبّر عن الشخصيات الإنسانية البسيطة غير المعقدة، تبعاً لطبيعة الحياة التي كانوا يعيشونها آنذاك.
  • اتصف بالقول الجامع، حيث كان بيت الشعر في الشعر الجاهلي يجمع معانٍ كثيرة.
  • الإسهاب والإطالة، والاستطراد والخروج بأناقة عن الموضوع الرئيسي للتطرّق إلى مواضيع ذات صلة، وكذلك الخيال الواسع، والعمق في التشبيهات.
  • أما فيما يتعلق بالألفاظ المستخدمة فكانت جزلة وقوية جداً وذات صلة وثيقة بالموضوع الذي يتحدث عنه الشاعر، وكانت المقاصد واضحة، وقليلاً ما نجد من ألفاظ المجاز في الشعر الجاهلي، ويلاحظ القارىء أنّ هناك عزوف شبه تام عن استخدام المصطلحات الدخيلة أو الأجنبية.
  • الأسلوب المتين الواضح القوي، وجلاء معاني الكلمات ومطابقتها للحقيقة، ونلاحظ انعدام استقصاء الأفكار، ولطالما تشابهت الأفكار التي طرحها الشعراء، نظراً لتشابه البيئة وطبيعة الحياة التي عاشوا فيها.
  • غلبة الطابع البدوي على التصويرات المختلفة، وفيما يتعلق بمقدمة القصيدة الجاهلية فغالباً ما كانت تبدأ بالوقوف على الأطلال،

ثم الاستطراد للحديث الآثار المتبقية بعد رحيل الأهل عن الديار، وكذلك يتطرّق الشاعر إلى العناء الذي يجده المسافرين خلال رحلته عبر الصحراء، ثم الحديث عن جمال المحبوبة والمغامرات العديدة لوصلها، ثم ينتقل للحديث عن الغرض الأساسي للقصيدة، والذي يتباين ما بين مديح، وهجاء، وغزل، وفخر، أو رثاء.

 

المقالات المتعلقة بخصائص الشعر الجاهلي