تعبير عن العلم

تعبير عن العلم

العلم

العلم، هو سر تقدم الشعوب ورقيها، والمعول الذي يدكّ الجهل والتخلف، وهو النبراس المضيء الذي ينير لنا أيامنا، لأنه نورٌ على نور، فالعلم ليس مجرد رفاهية تحقق الرفعة والخير للإنسان، بل هو ضرورة لتصبح الحياة بوجهٍ أجمل، لأنه يسهلها وييسرها، ويساهم في بناء الأمة بأكملها.

الله سبحانه وتعالى جعل طلب العلم فريضةً، وجعل فضل العالم على العابد، كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب، وفي هذا دليلٌ واضحٌ أن طلب العلم لا يعيقه أي شيء حتى أداء العبادات، فالمعتكف في طلب العلم، أكبر وأعلى مكانةً عند الله تعالى من العابد الناسك، الذي لا يستفيد الناس من اعتكافه شيئاً، بعكس طالب العلم، الذي يساهم في تطور البلاد والعباد.

لا تنحصر أهمية العلم في أنه يطهر العقول من التخلف والظلام، بل إنه يساهم في تقدم البناء والعمران، فبعد أن كان الناس يعانون بعد المسافات وصعوبة التنقل والاطمئنان على من يحبون، أصبحت الحياة بفضل العلم أكثر انفتاحاً، وأصبح بإمكاننا أن نذهب إلى أبعد نقطةٍ في العالم باتصالٍ هاتفي صغير، لا يكلف الجهد والتعب، ولا حتى الكثير من المال.

من فضائل العلم أنه ساهم في شفاء ملايين من البشر، بسبب اكتشاف الدواء، واكتشاف المطاعيم التي عكف العلماء على تطويرها، ليخلصوا ملايين البشر من الآلام الكثيرة، والموت المبكر، فالعلم أتاح للناس فرصة الحياة بشكلٍ أفضل، وخلصهم من تحمل آلامٍ كثيرة، كما ساهم العلم في إنشاء الأبراج والعمارات السكنية، والشوارع والجسور والطرق الحديثة، وجعل التنقل من مكانٍ إلى آخر سهلاً ومريحاً.

لقد أعلت جميع الأديان السماوية شأن العلم والعلماء، وعملت دول العالم جميعها على الاهتمام بالعلم، ففي كل دول العالم وزارة تُعنى بشؤون العلم والتعليم، لأن الاستثمار في العلم هو أفضل استثمار على الإطلاق، فتجارة العلم تجارة لا تبور، ولا تنتهي مدتها أبداً، لأن العلم هو السبيل الوحيد للحاق بركب التطور والتقدم، ففيه تتباهى الدول.

تعتبر نسبة انتشار التعليم والعلم بين أبنائها، دليل على تقدم الدول العلمي والفكري، كما يقول الرسول عليه الصلاة والسلام، أن الإنسان لا يُحسد إلا على اثنتين، أن يأتيه الله بالمال، وأن يأتيه بالعلم، شريطة أن تكون نية العلم خالصةً لوجه الله تعالى.

سيظل العلم الهدف الأسمى، الذي يجب أن يسعى إليه الجميع، مهما كانت الظروف، ومهما بلغ العمر، فلا شيء يصد عن طلب العلم إلا الموت، وما دام الإنسان حياً، وجب عليه أن يظل طالباً للعلم، لأن العلم محيط بلا نهاية.

المقالات المتعلقة بتعبير عن العلم