إن لكتابة الأبحاث في جميع مجالات المعرفة والعلوم أسس وقواعد لا يمكن الاستغناء عنها، فهي الهيكلة الأولى للبحث، والتوسعة في هذه الأسس والقواعد يساعد في إخراج بحث كامل وشامل، يتناول قضية أو مشكلة، مفصلاً في جوانبها، ومن ثم يطرح حلول تتناسب مع هذه المعضلة، وفيما يلي سنوضح عناصر المقدمة بشكلٍ عام، وسنضع نموذجاً لكي يحتذى به.
ونجد من عناصر البحوث: المقدمة، التي هي إحدى أهم العناصر التي تعمل على احتضان الفكرة الأساسية للبحث، وتقدمها مجردة وبأبسط صورة للقارئ، بعيداً عن التفاصيل، وقد يكون للمقدمة دورٌ في قبول البحث أو رفضه، من قبل اللجنة التي تقيمه، أو من خلال القراء لهذا البحث، ويتم الحكم على المقدمة من خلال اللغة التي عرضت به، ومن خلال الأفكار التي تناولتها.
عناصر المقدمةتتكون المقدمة من عناصر، هي:
هذه المقدمة قدمت استكمالاً لمتطلبات مساق البلاغة في قسم اللغة العربية، ومضمونها كالتالي: الحمد لله الذي لولاه لما جرى قلمٌ ولا تكلم لسان، والصلاة والسلام على رسول الله، سيدنا محمد بن عبد الله، الصادق الأمين، والذي بلغ الرسالة، وهدانا إلى الطريق السليم، إلى يوم الدين، أما بعد: فهذا هو بحثي عن التنكير في ثلاثة أجزاءٍ من القرآن الكريم هي السادس والسابع والثامن، والتي تضمنت سورة المائدة، وسورة الأنعام، وسورة الأعراف على التوالي، فمثل هذا الأسلوب انتشر شرحاً وتفصيلاً، ولكن لم يؤخذ القرآن ميداناً له.
وتكمن أهمية الموضوع في أن أخذ القرآن ميداناً يزيد من الأمثلة في البلاغة العربية وخصوصاً في ما يعرف بالتنكير، ويثري البلاغة أيضاً في المصطلحات ذات الأساليب المختلفة والدلالات المتنوعة، وذلك لبلاغة لغة القرآن، وإعجازها.
ومن أهم الأسباب التي دفعتني لتناول هذا الموضوع حب التأمل والتفكر في القرآن الكريم، والبحث عن كل الدلالات التي يحتويها، بالإضافة إلى قلة الدراسات التي تناولت التنكير على وجه الخصوص والتحديد في دراسة منفصلة عن التعريف.
وقد اعتمدت على عدة دراسات في تناول هذا الموضوع من أهمها: دراسة للطالب محمد الصرايرة، بعنوان التعريف والتنكير بين النحويين والبلاغيين، دراسة دلالية وظيفية، والتي قدمت لنيل درجة الماجستير في جامعة مؤتة، سنة 2007، وقد درس جميع الجوانب التي تخص التعريف والتنكير في النحو والبلاغة، ووضع بعض النماذج ودلالاتها من القرآن الكريم، وخصوصاً السور المكية، وستفيدني هذه الدراسة في المنهج المتبع، وكيفية تطبيق التعريف والدلالة على القرآن.
أما بالنسبة للمنهج المتبع، فهو منهجٌ تكاملي يجمع بين المنهج الوصفي في الفصل الأول، والتحليلي في عرض معاني النكرات في الآيات المختلفة من الأجزاء السادس والسابع والثامن، من سورة المائدة، والأنعام والأعراف، وقد جاء بحثي في فصلين اثنين، تناولت في الأول تعريف التنكير والتعريف، والعلاقة بينهما، وأهمية التعريف والتنكير بالنسبة للغة العربية،
أما الفصل الثاني فتناولت دلالات ومعاني النكرة في السور القرآنية سابقة الذكر، مرتبة ترتيباً هجائياً، ومن أهم المصادر والمراجع التي اعتمدت عليها في بحثي، صفوة التفاسير للصابوني، والتحرير والتنوير لابن عاشور، وروح المعاني للألوسي.
المقالات المتعلقة بكيفية كتابة مقدمة بحث عربي