يسافر المسلمون إلى بيت الله الحرام في مكة المكرمة لتأدية مناسك العمرة امتثالاً لسنة الرسول -عليه الصلاة والسلام-، وتسنّ العمرة على كلِّ عاقلٍ، وبالغٍ، وقادرٍ من المسلمين والمسلمات، ويشترط على النساء عند خروجهنّ للعمرة أن يخرجن مع أحد محارمهنّ من الرجال، مثل: الزوج، أو الأب، أو الإبن، أو الأخ، أو العم، أو الخال، أو الجد، ولأداء العمرة بعض الأحكام والشروط التي يجب أن تتبعها المرأة، وهذا ما سنذكره في هذا المقال.
كيفيّة عمرة النساءتبدأ عمرة النساء كما هو الحال في عمرة الرجال بالإحرام، ويمكن للمرأة أن تحرم في بيتها إذا كانت من سكان المناطق المجاورة لمكة المكرمة، ويمكن لها أن تحرم في مكان مبيتها في مكة المكرمة إذا كانت من سكان المناطق البعيدة وتخشى على فساد إحرامها في الطريق، ويشترط في العمرة تنفيذ عدد من الخطوات المرتبة والمتتالية بحيث لا تسبق إحداها الأخرى، وهي:
الاغتسال من السنة على المرأة أن تبدأ إحرامها بالاغتسال، حتّى في حالة المرأة الحائض، أو النفاس، وذلك لما روي في صحيح مسلم من حديث جابر -رضي الله عنه- عن الرسول -عليه الصلاة والسلام- بأنّه قال لأسماء بنت عميس حين أنجبت محمد بن أبي بكر في حجّة الوداع: (اغتسلي واستثفري بثوب وأحرمي). ارتداء ثياب الإحرام تكمل المرأة المسلمة إحرامها بارتداء ثياب الإحرام، ويمكن لها أن ترتدي ما شاءت من الثياب بشرط أن تراعي فيها قواعد لباس المرأة المسلمة، بحيث تكون فضفاضةً، وغير شفافةٍ، وغير مبهرجةٍ، ويتوجب على المرأة الكشف عن يديها ووجها بعد الإحرام وخلال العمرة دون أن تضع شيئاً من الزينة على وجهها، ويفضّل أن تحرم المرأة قبل وقتٍ قصيرٍ من إحدى الصلوات الخمس المفروضة، فتنهي إحرامها ثمّ تصلي الفرض، وإذا لم تستطع ذلك فيسنّ أن تصلي ركعتين سنة الإحرام بعد إتمامها لإحرامها. التلبيةبعد إتمام المرأة لصلاتها تبدأ عمرتها بالتلبية وهي أن تردّد قائلةً لبيك اللهم عمرة، ثم تتابع تلبيتها قائلةً (لبيك اللهم لبيك لبيك، لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك)، ويسنّ لها أن تلبي بما روي عن الصحابة -رضي الله عنهم-، أمّا صفة التلبية للمرأة فتكون بصوتٍ منخفضٍ ولا يُحبّ لها أنّ تجهر بصوتها لأنّها مطالبةٌ بالتستّر، وفي حال خشيت المرأة من وقوع عائقٍ يمنعها من إكمال نُسُك العمرة فعليها أن تقول: (وإن حبسني حابس فمحلي حيث حبستني).
الطواف والسعيتتابع المرأة المسلمة تلبيتها حتّى تبدأ بالطواف، فإذا كانت على أبواب المسجد الحرام دخلت بقدمها اليمنى وليس باليسرى، ثمّ تبسمل وتطلب من الله المغفرة والرحمة وتدعوه بالدعاء التالي (بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله، اللهم اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب رحمتك، أعوذُ بالله العظيم وبوجهه الكريم وبُسلطانه القديم من الشيطان الرجيم )، ثم تتوجه نحو الكعبة المشرفة جاعلةً الكعبة على يسارها لمباشرة الطواف مبتدئةً بالحجر الأسود، وتطوف سبعة أشواط وفي كلّ مرة تحاذي بها الحجر الأسود ترفع فيها يدها تجاهه وتكبر.
يتوجب على المرأة الابتعاد عن جماعات الرجال خلال الطواف، مع تجنب مزاحمتهم أو التلامس معهم، وللمرأة أن تدعو بما تريد خلال الطواف مع الإكثار من الدعاء، ويشترط لقبول الطواف الطهارة، وفي حال فساد الطهارة يتوجب على المرأة إعادة الوضوء ثمّ العودة لإتمام الطواف، ويسن بعد إتمام الطواف أن تصلي خلف مقام إبراهيم، فإن لم تستطع ففي أي مكانٍ آخر.
يكون السعي لسبعة أشواطٍ بين الصفا والمروة، بحيث تبدأ المرأة سعيها بالصفا وتختمه بالمروة، وعند الوصول إلى إلى الصفا تقرأ (إنّ الصفا والمروة من شعائر الله...) ويسنّ لها أن تكثر من الدعاء خلال السعي.
التحلّل من الإحرامبعد انتهاء المرأة من السعي عليها أن تتحلّل من الإحرام، وذلك من خلال قصّ أطراف شعرها، وذلك من خلال جعل شعرها على شكل ضفيرة أو ضفائر وقصّ أطرافها.
المقالات المتعلقة بكيفية عمل عمرة للنساء