أراد العرب في الجاهلية يوماً إعادة بناء الكعبة ، فقاموا بنقل الحجر الأسود من مكانه حتّى يتسنّى لهم ذلك ، و عندما همّوا بإعادته إلى مكانه مرّةً ثانيةً اختلفوا في من يكون له الشّرف في حمل الحجر الأسود و وضعه في مكانه ، و قد كان النّبي صلّى الله عليه و سلّم لم يبعث بعد ، و قد أوشك الخلاف بينهم على أن يقتتلوا فيما بينهم ، و قد اتّفقوا فيما بينهم على أن يحكّموا الرّجل الذي يخرج من باب الصّفا بمكة ، و انتظر القوم محدّقين فيمن يدخل أولاً ، فإذا بالصّادق الأمين سيّدنا محّمد عليه الصّلاة و السّلام يدخل ، فيستبشر القوم بذلك و يرضونه جميعاً حكماً في هذه المسألة ، فيقترح الصّادق الأمين أن يحملوا الحجر الأسود على ثوبٍ يأخذ رأس كلّ قبيلةٍ جزءً من طرف الثّوب ، فيكونون بذلك قد حازوا كلّهم على شرف حمل الحجر الأسود ، و قد اتّفقوا على أن يضعه الصّادق الأمين عليه الصّلاة و السّلام في مكانه ، فما هي قصّة الحجر الأسود ، و ما هو حكم تقبيله ؟ .
ممّا روي عن النّبي صلّى الله عليه و سلّم في شأن الحجر الأسود أنّه حجرٌ من حجارة الجنّة ، و أنّ هذا الحجر قد كان أبيضاً شديد البياض فسوّدته خطايا بني آدم ، و يأتي الحجر الأسود يوم القيامة له عينان يبصر بهما و لسان ينطق به يشهد لمن استلمه بالحقّ ، و في الحديث الآخر أنّه و المقام ياقوتتان من ياقوت الجنّة ، و قد قام النّبي صلّى الله عليه و سلّم باستلامه و تقبيله ، فسار المسلمين على سنّة النبي في ذلك ، و لسّيدنا عمر بن الخطّاب رضي الله عنه قولٌ شهيرٌ في الحجر الأسود حيث قال ، و الله إني لأعلم أنّك حجرٌ لا تضرّ و لا تنفع ، و لولا أنّي رأيت رسول الله قبّلك ما قبّلتك ، و قد قال سيّدنا عمر هذا القول لأنّ النّاس كانوا حديثي عهدٍ بالجاهلية و عبادة الأصنام ، و لكي يبيّن أنّ الحجر في ذاته لا يضرّ و لا ينفع ، و إنّما هي سنّة عن النّبي عليه الصّلاة و السّلام فقط ، فحكم تقبيل الحجر الأسود سنّة ، حيث يستلمه المسلم و يقبّله ، فإن لم يستطع استلمه بيده و قبّل يده ، أو يستلمه بشيءٍ و يقبّل هذا الشيء كالعصا ، أو يشير إليه من بعيدٍ و يسمّي و يكبّر .
المقالات المتعلقة بما حكم تقبيل الحجر الاسود