مرض الوسواس القهري، أحد الأمراض النفسيّة العضوية، التي تؤثر على سلوك الشخص، وتجعل منه إنساناً غريباً في تصرفاته في بعض الأمور؛ بحيث يُكثر من التدقيق على الأشياء القريبة منه. يمرّ الشخص المصاب بالوسواس القهري بعدّة مراحل رئيسيّة في مرضه؛ بحيث تكون المرحلة الأولى من المرض عبارة عن أفكار وسواسية وقلق كبير، ومن ثم تتطوّر الحالة لتصبح مشاعر قلق كبيرة، ومن ثم تتحول الوساوس إلى أفعال قهرية. يُعتبر مرض الوسواس القهري من الأمراض التي تُصيب اثنين بالمئة من الناس، سواء كانوا رجالاً أم نساءً.
الجدير ذكره أنّ مرض الوسواس القهري ليس مقصوراً على عمرٍ معين؛ فهو يصيب الكبار والشباب والأطفال، ومن الطبيعي أن نرى أطفالاً بعمر خمس سنوات مصابون بمرض الوسواس القهري. قد تظهر أعراض الإصابة عليهم بإعادة ترتيب ألعابهم أكثر من مرة، أو قد يتخيلون الكثير من العنف يقع عليهم دون وقوعه فعلاً، لكن في أغلب الأحيان يُصيب الوسواس القهري الأشخاص في سن المراهقة أكثر من باقي الأعمار.
أعراض الوسواس القهريفي معظم الأحيان يتم التخلّص من مرض الوسواس القهري بشكلٍ تدريجي، دون اللجوء للعلاج؛ حيث يتحسّن المصاب أولاً بأول، وهذا في حالات الإصابة البسيطة، أما في حالات الوسواس القهري المتوسطة والشديدة، لا بد من اللجوء للعلاج النفسي والدوائي، واستخدام العقاقير والأدوية التي تخفف من الحالة، مثل مضادات الاكتئاب، مع ضرورة الانتباه إلى تجنب الجمع بين العلاج الدوائي والنفسي في الوقت نفسه، وقد أثبتت مضادات الاكتئاب نجاحاً وفعاليةً في التخلص من الوسواس القهري.
أما بالنسبة للعلاج النفسي، فيتضمّن اللجوء للبوح والفضفضة، مع طلب الدعم من المحيطين سواء كانوا أقارب أو أصدقاء؛ بحيث يقدمون نصائح جنباً إلى جنب مع نصائح الطبيب النفسي، مع ضرورة التحلّي بالصبر أثناء فترة العلاج، والطلب من المريض أن يساعد نفسه، وأن يقدّم الدعم لذاته حتى يتخلص من جميع الوساوس، ومن إجراءات العلاج المهمة، والتركيز على كل جانب حيوي وإيجابي في حياة المريض، وتذكيره فيه، وعدم الإصرار على المريض أن يتحسّن بسرعة والصبر عليه حتى يتحسن، وضرورة معاملة المصابين بالوسواس القهري بشكل طبيعي جداً، وعدم إشعارهم بأن لديهم مشكلةً ما.
المقالات المتعلقة بكيفية التخلص من الوسواس القهري