التعزير: حكم شرعي ثابت يتضمّن مجموعة أحكام يحدّدها ولي الأمر أو الحاكم أو من ينوب عنه أو يعينه الحاكم. فهو ليس بحد من حدود الله الثابتة بدليلٍ قطعي من القرآن أو السنة، أي لم يرد فيه نص مباشر وصريح.
ولقد شرعه الله سبحانه وتعإلى ليثبت أنّ الإسلام دين صالح لكل زمان ومكان فوجود مرونة في إصدار الأحكام الشرعية (في ما يتعلق بالعقوبات) يجعل الأمر أكثر مرونه ومصداقيه لكل زمان حيث تختلف الظروف والدوافع لإرتكاب الجرائم أو لترك الفرائض. لو توقفنا قليلاً مع بعض أمور التعزير لوجدناه يُستخدم ويِلجأ إليه ولي الأمر في حالتين رئيسيتين إمّا مخالفة شرعية (فعل أمر محرم) أو ترك فريضة من الفرائض. فالهدهف الاساسي منه هو الردع بكل أمر مستحدث لا حد فيه أو كفّارة. فالوارد عن الرسول صلى الله عليه وسلم انه (حبس في تهمة معيّنة).
وكذلك عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يعزر بالتوبيخ (كما حصل بالقصّة المشهورة مع ابن عمرو ابن العاص عندما ضرب من فاز عليه بسباق الخيل)، وكذلك بحَلْق الرأس وغير ذلك. ولما كان الهدف من التعزير صيانة المجتمع من الفساد والظلم وزجراً للعصاة وحماية للحقوقالعباد، فإن احكامه تختلف حسب الفعل المقترف فقد يكتفي ولي الأمر بالتوبيخ (وهي عقوبة نفسية)أو جلد (عقوبة جسدية) أو الحبس أو النّفي أو دفع غرامة مالية، أو الجمع بين أمرين كالحبس والغرامه مثلاً.
وقد يكون الفعل المقترف فيه هلاك للناس أو أذى كبير يستوجب القتل مثل الخيانة أو تجارة المخدرات أو التجارة بمواد غذائية فاسدة بهدف الإضرار بالنّاس وجلب الأمراض المزمنة والخطيرة لهم، أو التّفريق بين جماعة المسلمين وخلق الفتن بينهم بهدف تشتيتهم وتفريقهم أو أي عمل قريب من هذه الأمور التي فيها فساد للدين والعباد. ولذا كانت مشروعية القتل بالتعزير أو إمكانيّة القتل في غير حد، لأنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في الحديث (لا يحل دم إمرأ مسلمٍ إلا في ثلاث النّفس بالنفس، والثّيب الزاني، والتّارك لدينه المفارق للجماعة).
وهذا نص واضح للفئات (المسلمة) التي يجوز قتلها فهذا حد من الحدود ومن المعروف أن الحد إما أن يكون وارد بالقران أو بالسنة. ولكن لما كان الدين (من فضل الله وكرمه) مرن وفيه أحكام اجتهاد وقياس فإن الشيء بالشيء يقاس، (أي بالضّرر أو التأثير). وبناء عليه يتم الإتّفاق على العقوبةِ المناسبةِ سواءً جسديةً أو ماديةٌ او نفسيةٌ. والجسديه كالجلد أو القتل، ومن هنا اتى مصطلح القتل تعزيراً أي أنّ القتل بحكم صادر من القياس والإجتهاد وهو من الأحكام التي لم ترد بنص واضح وصريح من القرآن أو بالحديث الشريف.
ولكن السؤال ما فائدة تطبيق الأحكام التعزيره؟ وما حالنا لو طبقناها؟
في حديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنّه قال -في جزء من وصف حادثة الإسراء والمعراج- (صنفان من أمتي لم أراهما، نساء كاسيات عاريات ماءلات مميلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائله لا يدخلن الجنه ولا يجدن ريحها ...) أو كما قال صلى الله عليه وسلم. وهذا ما نراه في الفضائيّات والإنترنت وأماكن كثيره ولا يخفى على أحد مضار هذه السلوكيات.فهل لو طبقنا أحكاماً تعزيرية لمثل هذه المخالفات الشرعية سيتغير حالنا (خصوصاً بالأمور الإجتماعية) إلى الأفضل؟؟
المقالات المتعلقة بما معنى القتل تعزيرا