البحث العلمي تعتبر الأبحاث من النقاط الهامة والمفصلية في حياة الأمم، حيث تعتمد عليها الدول في عمليّتي التطوير والتحسين المستمرتين في كافة المجالات العلمية، فلا تطوّر، ولا تقدّم، ولا حداثة، ولا تجدّد في الأفكار دون الأبحاث العلمية الجادة الشاملة لمختلف المواضيع.
تعتمد عملية إعداد البحث على عدة عناصر إن تمّ اتّباعها بالطريقة الصحيحة نتج بحث جيد مقبول على الأقل في حدوده الدنيا، إذ إنّ هناك جزءاً من البحث يعتمد على قدرات الباحث، وعلى سعة اطلاعه على مصادر المعلومات، واضطلاعه بمسؤولياته البحثية المتمثلة في فهمه، وتعمّقه، وقدراته التفكيرية والتحليلية، وأخلاقه البحثية، والعديد من العوامل الأخرى.
خط البداية الذي يجب أن ينطلق الباحث منه هو موضوع البحث، حيث يشكل موضوع البحث النقطة الأهم من نقاط البحث العلمي، حيث إنّ اختيار الموضوع الجيد يساعد وبشكل كبير على الوصول إلى بحث متقن، مفيد، وهام في الوقت ذاته، لذا فقد كان من الضروري على الباحث حتى يجد الموضوع المناسب أن يسير على النهج الموضح تالياً.
كيفية اختيار موضوع البحث - يجب أولاً أن يجد الباحث عنواناً ينجذب إليه، حيث إنّ الاهتمام الكبير، والرغبة العارمة في سبر أغوار هذا الكهف الجديد الذي سيقتحمه سيكونان حتماً من أهم الدوافع التي ستدفع الباحث إلى إخراج بحثه العلمي بأفضل صورة ممكنة، من خلال التعمق، والتحليل، والتفكير، والتأمل المسهب في جميع حيثيّات هذا البحث.
- يجب على الموضوع أن يساعد في حل مشكلة ما، أو في تجميع أو إعادة ترتيب أفكار مبعثرة حول الموضوع للوصول إلى نتيجة جديدة غير مسبوقة، أو أن يكون الموضوع جديداً لم يتطرق إليه أحد ما من قبل، أو أن يكون فيه نوع من التقييم أو إضافة تفسير معين لظاهرة ما، أو أن يوضح شيئاً خفي عن الناس، والمختصين، أو أن يكمل موضوعاً معيناً ترك مفتوحاً، أو أن يكون القصد منه تصحيح مفهوم معين في مجال معين.
- يجب أن يكون موضوع البحث سابحاً في فضاء ضيق ومحدود إلى حد ما، حيث إنّ المواضيع العامة، الواسعة، الفضفاضة لن تخدم الباحث، فالهدف من البحث أولاً وأخيراً التركيز على نقطة ضيقة ومحاولة تناولها من كافة جوانبها إلى أن ينتهي منها، فالمواضيع العامة الواسعة التي فيها نوع من الإسهاب تركت للكتب لا للأبحاث.
- وأخيراً فإنه من الضرورة بمكان أن تكون المصادر والمعلومات حول موضوع البحث متوافرة، حيث إنّ الباحث قد يصل في بحثه إلى طريق مسدود بسبب قلة المراجع، والمصادر، والمعلومات المتوفرة حول موضوع البحث، من هنا فقد وجب على الباحث أن يتأكد قبل الشروع في إعداد بحثه من أن المصادر والمعلومات كافية ومتوافرة من أجل إكمال البحث أم لا.