هو كناب الله عزّ وجل، الذي أنزله على نبيه الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، بواسطة الوحي جبريل عليه الصلاة والسلام، والذي نتعبّد الله عزّ وجل في تلاوته، حيث نُقل إلينا بالتواتر، والمبدوء بسورة الفاتحة، والمختوم بسورة الناس، وهو معجزة لسيدنا محمد تحدّى قومه على أن يأتوا بمثله؛ فألفاظه عظيمة ليست بكلام بشر، وكما أنه مرتبط ببعضه أشد الارتباط، فلو تم حذف كلمة منه أو آية لاختل المعنى وانعدم الترابط.
في عصرنا هذا عصر الأرقام والتكنولوجيا، أعجز القرآن الكريم العلماء وأبهرهم بما قد اكتشفوه، فقد وُجد ترابط وتوازن في كلماته وآياته وفي ترتيب آياته من حيث الأرقام، فمثلاً كلمة الحياة تكرّرت مائة وخمسٍ وأربعين مرة، وكذلك كلمة الموت، وكلمة جهنم تكررت سبعاً وسبعين مرة، وكذلك كلمة الجنة، وهناك حسابات رياضية معقدة تذهل العقول.
حفظ الله تعالى للقرآنقبل ألف وأربعمائة سنة، وفي شهر الرحمة والغفران شهر رمضان، تلقّى سيدنا محمّد صلى الله عليه وسلم القرآن عن طريق سيدنا جبريل مشافهة وسماعاً، وكذلك أخذه الصحابة الكرام عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد حفظه الله عز وجل من التحريف والضياع إلى يوم الدين، وهيّأ الأسباب لذلك.
كتب الصحابة الكرام القرآن بأيديهم بدقة متناهية دون زيادة أو نقصان، والقرآن الذي بين أيدينا هو نفسه، وقد حاول الكثيرون تحريف القرآن الكريم وما زالوا، ولكن عبثاً يحاولون، فهو كلام الله، وفي كل آية منه وفي كل حرف إعجاز، لا يستطيع بشر الإتيان بمثله، أو تغييره، ولو اجتمعوا جميعهم على ذلك. معنى قرآن في اللغة: هو مصدر قرأ، وقرأ يقرأ، قراءة وقرآناً، فهو قارئ.
فضل القرآن الكريمهو المصدر الاول من مصادر التشريع الإسلامي، ودستور حياتنا، وعلينا التمسك به، فهو سبيل النجاة، ونتعبد الله عزّ وجل بتلاوته، فالله يثيب على تلاوته بكل حرف عشر حسنات، وكذلك بسماعه وحفظه وتفسير آياته، وتدبره، وعلينا تعلمه فنفهمه فهماً حقيقياً، ونطبقه ونعمل به، فنأتمر بأوامره، وننتهي عن نواهيه، ونحتكم به، ونتحاكم إليه، ففيه الفقه والعبادات، والعقائد والمعاملات، والققص والعبروالعظات، وكل ما يهمّنا ديناً ودنيا وآخرة؛ فهو منهج كامل شامل، كافٍ ووافٍ، وهو حجة لمن آمن به، وحجة على من كفر، وفيه شفاء للناس، وهو رحمة للمؤمنين، وراحة للنفوس، وذهاب الهموم والأحزان، وهدى ونور، وشفيع لأصحابه في القبر ويوم القيامة.
عدد حروف القرآن الكريميحتوي القرآن الكريم على مئة وأربع عشرة سورة، منها المكية والتي أنزلت على رسول الله وهو في مكة المكرمة قبل الهجرة، ومنها المدنية حيث أنزلت على رسول الله وهو في المدينة المنورة بعد هجرته، وتمّ تقسيمه إلى ثلاثين جزءاً، وأمّا آياته فعددها ستة آلاف آية وزاد على ذلك، وأما عدد كلماته، فهي سبعةٌ وسبعون ألف كلمة وأربعمائة وتسع وثلاثون كلمة، وبالنسبة لعدد حروفه فهي ثلاثمائة وعشرون ألفاً وخمسة عشر حرفاً، وكل عدد من هذه الأعداد معجزة بحد ذاته.
المقالات المتعلقة بكم عدد الحروف في القرآن الكريم