ما سبب نزول سورة الحجرات

ما سبب نزول سورة الحجرات

سورة الحجرات

تُعتبر سورة الحجرات من السّور المدنية التي أنزلت على النبي - عليه الصلاة والسلام - في المدينة المنورة، و يبلغ عدد آياتها ثماني عشرة آية، وكسائر السور المدنية فقد تَضمّنتْ سورةُ الحجرات جملةً من التوجيهات الأخلاقية والآداب الإسلامية، ومنها ما يتعلق بالنبي - عليه الصلاة والسلام - وأدب الحديث والخطاب معه، ومنها ما يتعلّق بتعامل المسلمين مع بعضهم البعض؛ كتجنّب الغيبة، والتجسّس، والتنابز بالألقاب.

أسباب نزول بعض آيات سورة الحجرات

كان لِعددٍ من آياتِ سورةِ الحُجرات أسبابُ نزول، وهذه الآيات هي:

  • الآية رقم (1)، وقد نزلتْ تلك الآية في الصحابيين أبي بكر الصديق وعمرُ الفاروق - رضوان الله عليهما - ، فقد قَدِمَ يوماً على رسول الله -عليه الصلاة والسلام - وفدٌ من بني تميم، فرأى عمر إرسال الأقرع بن حابس معهم، بينما رأى أبو بكر أنْ يُؤمّر عليهم القعقاع بن معبد، وقد ظن أبو بكر أنّ عمر يريد خلافه، وذلك عندما قال عمر ما أردت خلافك، فتجادلا حتى ارتفعت أصواتهما، فنزلت تلك الآية الكريمة فيهما .
  • الآية رقم (2 )، نزلتْ تلك الآية فيمن يَرفعونَ أصواتهم في مجلس النبي - عليهم الصلاة والسلام - ويَجهرون له بالقول كما يجهر أحدهم مع أخيه، وقيل إنّها نزلت تحديداً في الصحابي ثابت بن قيس بن شماس، حيث كان رفيع الصوت، وعندما نزلتْ تلك الآية خشيَ ثابت أنْ يَحبطَ الله عمله فيهلك فبكى على ذلك بكاءً شديداً حتى وصل أمرُهُ إلى النبي - عليه الصلاة والسلام - فبشره بأنه سيعيش حميداً ويُقتلُ شهيداً ويدخل الجنة، وقد استشهد - رضوان الله عليه - في معركةِ اليمامة في عهد الصديق - رضي الله عنه -.
  • الآيتان (4-5)، نزلت تلك الآيتان في وفدٍ من العرب قَدِمَ المدينة المنورة، ووقفوا على إحدى حجرات النبي - عليه الصلاة والسلام - ينادونه بقولهم يا محمد اخرج علينا فإنَّ مدحنا زينٌ وذمنا شين، ويرفعون أصواتهم بهذا النداء الذي كان يتأذى منه رسول الله .
  • الآية رقم (6)، نزلت تلك الآية في الحارث بن ضرار الخزاعي، سيد بني المصطلق، حيث وفد إلى النبي - عليه الصلاة والسلام - فآمن بدعوة الإسلام، وطلب من النبي أنْ يبعثَ إليه رسولاً في موعدٍ مُعينٍ حتى يقبض منه زكاةَ قومه، وعند الميعاد لم يأت رَسولُ رسولِ الله، فَظن الحارث أنّ ذلك لسخطٍ من رسولِ الله عليهم، فارتحل الحارث إلى المدينة ليستنبئ عن الأمر فإذا بالنبي يُرسل الوليد بن عقبة رَسولاً إليهم، فرجع الوليد إلى رسولِ الله مُدّعياً أنّ الحارث قد حاول قتله، فأرسل النبي الكريم إلى الحارث جماعةً من المسلمين ليلتقوا به ويستفسرون عن خبره، ويتأكّدون من صدقه، فنزلت الآية الكريمة تدعو المسلمين إلى التثبت من الأخبار التي يتناقلها الناس.

المقالات المتعلقة بما سبب نزول سورة الحجرات