كيف أتعلم القرآن

كيف أتعلم القرآن

تعلّم القرآن

تعلّم القرآن الكريم من أشرف العلوم، ومن أعظم القربات، وتعلّمه يندرج في سياقه جملةٌ من العلوم، خدمةً له، وتوضيحاً لمقاصده، ومنها على سبيل المثال: علم الناسخ والمنسوخ، وأسباب النزول، والمطلق والمقيّد والمحكم والمتشابه، والمكيّ والمدنيّ، واللّغة العربية، ولست هنا بصدد ذكر هذه العلوم، وإنّما ذكر خطوطٍ عريضة وعناصرٍ مهمّةٍ في تعلّم القرآن الكريم.

أساسيّات تعلّم القرآن الكريم
  • إخلاص النيّة لله سبحانه وتعالى، فهي أساسٌ لقبول ونجاح أي عملٍ، كما أنّ انعدامها، أساس بطلان أيّ عملٍ، أو عدم احتساب أيّ أجرٍ عليه.
  • تعلّم ما يعين على فهم آيات القرآن الكريم، على النحو الذي يقصده الشارع الحكيم، وهنا يراد بذلك ما تيسّر وسهل من كتب تفسيرٍ بعيداً عن الشروحات المطوّلة، ويكفي منها ما يضع صاحبها في جوّ النصّ القرآنيّ في بداية رحلته مع تدبّر كتاب الله عزّ وجلّ، كصفوة التفاسير مثلاً.
  • تعلّم تلاوة القرآن الكريم؛ ذلك أنّ القرآن الكريم متعبدٌ بتلاوته.
  • تعلّم فقه الآيات، وما تتضمّنه من أحكامٍ، كأحكام الميراث، والزكاة، والحج والصيام...وغير ذلك من عباداتٍ، ومعاملاتٍ، ويدخل في ذلك آيات الأحكام.
  • التوسّع، وبشكلٍ تدريجيٍ، والإبحار برفقٍ في باقي علوم القرآن الكريم، جنباً إلى جنبٍ، مع التوسع في بعض كتب التفسير، كظلال القرآن

مثلاً.

  • التعلّم بنية الالتزام، والتطبيق، والتنفيذ، لا بنيّة الترف الفكري الذي لا يغني صاحبه شيئا، ذلك انّ القرآن الكريم، يمثل منهاج تغييرٍ، وتربيةٍ

شاملٌ.

  • التأسّي بنهج الصحابة الكرام، في حسن تعاملهم، وامتثالهم للقرآن الكريم وتعاليمه، حيث كانوا يعيشون النص القرآني عيشاً عملياً في واقع حياتهم، فيتلقّون الآيات بنيّة التطبيق، والتنفيذ، والالتزام، فيقفون عند حدوده، ويعيشون حياتهم كلّها وفق أحكامه وتعاليمه، حتّى غدوا مصاحفاً

تدبّ، وتتحرّك على الأرض.

  • التأدّب بآداب حامل القرآن الكريم، من أخلاقٍ عظيمةٍ، وقيمٍ ومبادئٍ قويمةٍ، وشمائلٍ واسعةٍ، وعدم العبث بما لا يجدي نفعاً.
  • معرفة شرف الزمان، وقيمة الوقت، ذلك أنّ الذي تنتظم دقائق وقته، في العيش في ظلال كتاب الله عزّ وجلّ، وتدبّر معانيه، والعمل بمقتضى أحكامه، يعرف قيمة الزمن، وشرف الوقت، فلا يصرف أي جزءٍ من وقته لغير فائدةٍ، أو ضرورةٍ، والسير على خطى من فهموا وعرفوا شرف الوقت، وقيمة الزمن، والاستفادة من نهجهم في طلب العلم.

علوم القرآن الكريم، بحرٌ واسعٌ، كثيرةٌ أمواجه، مديدةٌ شواطئه، عظيمةٌ أصدافه، وافرةٌ خيراته، نفيسةٌ كنوزه، ويصعب تعلّمها كلها، ويكفي الاغتراف من درره، فهو السلوة العظيمة في الوحشة، والنجاة في الضيق والكربة، رزقنا الله حسن تدبر القرآن الكريم وتعلّمه، والعمل بأحكامه.

المقالات المتعلقة بكيف أتعلم القرآن