اهتمّ الرعيل الأول من الصحابة -رضوان الله عليهم- بالقرآن الكريم أيَّما اهتمام؛ فالصحابة الكرام هم من جمعوه في كتاب واحد، وقد كان لكل صحابي طريقته الخاصة في ختم القرآن، وفي حفظ آياته الكريمات، إيماناً منهم بحجم الخير الذي يقدمه لهم القرآن العظيم؛ فالقرآن الكريم هو الكتاب الأوّل في حياة كل مسلم ومسلمة، وهو الذي يدل الإنسان على الحق، والخير، والعدل.
عندما يهمُّ المسلم اليوم بقراءة كتاب الله تعالى، فإنّه سيجد أنّ سوره قد قُسّمت إلى أجزاء عديدة، والأجزاء بدورها قد قسّمت إلى أحزاب، وكل هذا حتى تسهل عملية التعبد من خلال تلاوة هذا الكتاب العظيم، وفيما يلي بعض التفاصيل عن أجزاء القرآن الكريم.
أجزاء القرآن الكريميبلغ عدد أجزاء القرآن الكريم ثلاثين جزءاً كريماً؛ حيث قُسِّم كل جزء من هذه الأجزاء إلى حزبين اثنين، ومن المعروف أنّ تقسيم القرآن الكريم على هذا النحو هو من الأمور الاجتهادية عبر الزمن؛ فالناس يختلفون عن بعضهم البعض في تقسيم القرآن، إذ يقسّمه كلٌّ منهم على النحو الذي يستريح له، والذي يساعده أكثر سواءً على الحفظ، أو على ختم القرآن العظيم تلاوةً.
ومن أشهر التقسيمات لدى الصحابة الكرام -رضوان الله عليهم- تقسيم السور بناءً على أيام الأسبوع؛ حيث يُعرف هذا التقسيم بتقسيم الثلاث، فالخمس، فالسبع، فالتسع، فالأحد عشر، فالثلاثة عشر، والمقصود بالثلاث: سور البقرة، وآل عمران، والنساء. أما الخمس فالمقصود بها المائدة، والأنعام، والأعراف، والأنفال، والتوبة. وأما السبع: فيونس، وهود، ويوسف، والرعد، وإبراهيم، والحجر، والنحل، وهكذا.
يحتوي كل جزء من الأجزاء الثلاثين لكتاب الله -عزَّ وجل- على عدد من السور، ومن المعروف أنّ كتاب الله تعالى يحتوي في بدايته على طوال السور، في حين يحتوي في آخره على قصارها، ومن هنا فإنّ جزء عمَّ؛ أي الجزء الأخير من الكتاب يحتوي على عدد كبير من السور الكريمة، وقد سُمِّي هذا الجزء بجزء عمَّ نظراً إلى أن سورة النبأ أولى سوره، افتُتِحَت بالآية الكريمة (عمَّ يتساءلون). وفي حال نظرنا إلى سورة البقرة المعروفة بأنها السورة الأطول من سور القرآن الكريم لوجدنا أنها تقع في الأجزاء الثلاثة الأولى من أجزاء الكتاب.
يُعتبر مصحف المدينة المنورة اليوم من أكثر المصاحف شهرة وتداولاً بين الناس، وقد قسم بطريقةٍ رائعة جداً؛ فكل جزء من الأجزاء الثلاثين يحتوي على عشرين صفحةً عدا جزء عمَّ الأخير والذي تضمّن ثلاثةً وعشرين صفحة كريمة؛ فالعدد الإجمالي لصفحات هذا المصحف هو ستمئة وأربع صفحات. يُذكر أنّ القرآن الكريم هو كتاب الله المقدس الذي يحتوي على مئةٍ وأربع عشرة سورة، أولها سورة البقرة الكريمة، وآخرها سورة الناس.
المقالات المتعلقة بكم عدد أجزاء القرآن