قادَ عمر المختار حركة المقاومة ضدّ الاحتلال الإيطاليّ بعد تفكّك دول الإمبراطوريّة العثمانيّة التي كانت ليبيا جزءاً منها، فأعلنت إيطاليا الحربَ على تركيا حليفة ألمانيا، وتحرّكت الجيوش الإيطاليّة ودخلت الأراضي الليبية، واستمرّت بحربها ضدّ الإيطاليين من عام 1911م حتى عام 1931م أي مدّة عشرين عاماً.
بداية انخراط عمر المختار بحركاتِ المقاومةكانت بداياته محارباً في جنوب البلاد ضدّ الاستعمار الفرنسيّ للسودان، فاكتسب خبرةَ المحاربِ والقائد، إلا أنّه عاد إلى ليبيا إبّان إعلان إيطاليا الحرب على الدولة العثمانيّة في عام 1911م، وهاجمت الجيوش الإيطالية مدينة بنغازي الساحليّة فقرر عمر المختار مقاومة الاحتلال.
بدأ بتشكيل أوّل قوةٍ نضاليةٍ معتمداً على أبناء قبيلته أولاً، فاستطاع تشكيل قوةٍ مقاتلةٍ تتألّف من 1000شخصٍ، وتعاون مع الجيش العثمانيّ الذي كان هو المعنيّ بالدفاع عن البلاد، وقد كان أوّل اشتباك لمجموعته مع الإيطاليين عام 1912م. وقد اعتمد عمر المختار في حربه مع الإيطاليين طريقة حرب العصابات، فاتصل بشيوخ العشائر وأقنعهم بالمشاركة بالجهاد ضدّ المحتل، لذلك كانت مقاومته تكتسب درجة الشموليّة، و تعتبر معركة " هامة" من أشهر المعارك التي خاضها عمر المختار ضدّ الإيطاليين .
استمرّ عمر المختار بجمع أهالي الجبال وحشدهم لمقاومة الاحتلال، وممّا زاد من صعوبة الأوضاع سقوط مدينة طرابلس العاصمة بيد الإيطاليين، فزاد الضغط على المقاومة فخاض -رحمه الله- معركة (الرحيبة) بتاريخ 28 مارس من عام 1927م، واستطاع إلحاق خسائر كبيرةٍ بصفوف الجيش الإيطاليّ، ممّا رفع من معنويّات المُناضلين في جميع أرجاء البلاد وأصبح عمر المختار شَبَحاً يُلاحق القادة الإيطاليين في ليبيا، فطلبوا عدةّ مراتٍ عقد مفاوضاتٍ معه لعقد هدنةٍ بين الطرفين، إلّا أنّ حكمة عمر المختار كانت تكشف كذب ادّعاءاتهم ممّا زاد من وحشية الجيوش الغازية فلجؤوا لزيادة العنف، وشكّلوا المحاكم الصوريّة لمحاكمة الثوار، وإعدام العدد الكبير منهم على أعواد المشانق.
القبض على عمر المختارلم تستطع الجيوش الإيطاليّة إلحاق الهزيمة بعمر المختار، فأصبح إلقاء القبض عليه هدفاً رئيسيّاً، فأعلنوا جائزة مقدارها 200.000 فرنكاً مقابل أن يأتي أيّ شخصٍ بالقائد عمر المختار حيّاً أو ميتاً، وفي عام 1931م وبينما كان عمر المختار في أحد الأودية يتربّص بالجيش الإيطاليّ، نجحت القوات الإيطالية بمعرفة مكان تواجده ففرضت طوقاً حوله لم يستطع الإفلات منه وحاول مع جماعته مواجهة القوّة الإيطاليّة لفتح ثغرةٍ يستطيع الإفلات منها، إلا أنّ حجم هذه القوات كان كبيراً فوقع المختار في الأسر، وتمّ تقديمه لمحاكمةٍ صوريّةٍ وأصدر الحكم بإعدام القائد البطل، وكان يبلغ من العمر سبعين عاماً، وأُعدم بتاريخ 15 سبتمبر من عام 1931م.
المقالات المتعلقة بكم سنة قاوم عمر المختار الاحتلال الإيطالي