حدث تاريخيّ إسلاميّ، وهو هجرة بعض المسلمين الأوائل من مكة المكرمة إلى بلاد الحبشة؛ بسبب ما كانوا يلاقونه من تعذيب و إيذاء من زعماء قريش، فدعاهم النبي عليه الصلاة والسلام للخروج إلى أرض الحبشة مادحًا ملكها (أصحمة النجاشيّ) بأنّه مَلِكٌ لا يؤذي ولا يظلم أحداً، وقد هاجر المسلمون هجرتين وهما: هجرة الحبشة الأولى، وهجرة الحبشة الثانية.
عدد مهاجري هجرة الحبشة الأولىعندما رأى النبي صلى الله عليه وسلم ما يصيب الصحابة والمسلمين من أذى الكفار وزعماء قريش، قال لأصحابه أن يخرجوا إلى الحبشة، وأن فيها ملكاً لا يظلم أحداً، وكان عدد المهاجرين منهم أحد عشر رجلاً وأربع نسوة، فخرجوا من مكة المكرمة حتى وصلوا ساحل بحر القلزم، فوجدوا سفينتين وركبوا، فعلمت قريش بهذا الحدث وأسرعوا باتجاه الساحل لكنهم كانوا قد أبحروا، والذين هاجروا خلال البعثة الأولى هم: عثمان بن عفان وزوجته رقيّة، وأبو حذيفة بن عتبة وزوجته سهلة بنت سهيل، والزبير بن العوام، وعبد الرحمن بن عوف، ومصعب بن عمير، وأبو سلمة بن عبد الأسد وأم سلمة بنت أبي أميّة، وعامر بن ربيعة العنزي وزوجته ليلى بنت أبي حثمة، وعثمان بن مظغون، وعبد الله بن مسعود، وسهيل بن بيضاء، وحاطب بن عمرو، أبو سيرة بن أبي رهم.
العودة إلى مكة المكرمةلم يمكث المهاجرون في الحبشة طويلاً، لأنه بلغتهم أخبارٌ بأنّ أهل مكة قد أسلموا، فقرّروا العودة، وعندما اقتربوا من مكة بلغهم أنّ ما تحدثوا به من إسلام أهل مكة كان كذباً وباطلاً، فمنهم من دخل مكة مستخفياً، أو في جوار رجل من بني قريش، ومنهم من رجع إلى الحبشة مرّة أخرى، وخرج معهم آخرون.
عدد مهاجري هجرة الحبشة الثانيةبعد عودة بعض المهاجرين إلى مكة المكرمة، أذن لهم النبي صلى الله عليه وسلم بالهجرة إلى الحبشة مرّة ثانية، فخرجوا وكان عددهم في المرة الثانية تسع عشرة امرأة وثلاثة وثمانين رجلاً، وكان على رأسهم جعفر بن أبي طالب، والمترجم عنهم عند النجاشي، ومنهم أيضاً: عبد الله بن مسعود، وشرحبيل بن حسنة، وأبو عبيدة بن الجراح، لم يخرج المسلمون دفعةً واحدة، لكن على شكل جماعات، فخرجت جماعة مع جعفر بن أبي طالب، وخرجت جماعة مع أبي موسى الأشعريّ، وعندما وصلت جماعة أبي موسى الأشعريّ إلى بلاد اليمن علموا بخروج المسلمين للهجرة للمدينة، فعزموا بالرجوع وركبوا السفينة، لكن الرياح هاجت عليهم حتى أوصلتهم بلاد الحبشة.
المقالات المتعلقة بكم عدد المهاجرين إلى الحبشة