قوّة العقل من نعم الله على الإنسان أن جعل له مجموعة قوى إدراكيَّة وحسيَّة يسيِّر بها حياته، فتميَّز بها عن سائر المخلوقات، فنال بذلك التكريم الحقيقي وتتقدم هذه القوى التي يتمتع بها الإنسان قوّة العقل، فهي التي توجه وتسير كافة القوى لدى الإنسان، ورغم أنَّ النَّاسَ متفاوتون في قواهم العقليّة، إلَّا أنّ هناك عوامل يستطيع الإنسان من خلالها تنمية قواه العقليَّة، حتى يصل إلى درجة الإبداع والتميّز، وما يشجع الإنسان على ذلك هو الحقيقة العلميَّة التي تشير إلى أنّ الإنسان لا يستخدم من عقله سوى عشرة بالمائة، فلا بدَّ من تفعيل دور المرونة العصبيَّة والتي من خلالها يرفع الإنسان من نسبة استعماله لعقله.
طرق زيادة قوة العقل - التجديد المستمر في الحياة، سواء كان بتناول طعام جديد، أو ممارسة سلوك أو نشاط جديد في الحياة اليوميَّة، وكسر الروتين الممل في الحياة، فهذا يخلق مسارات عصبيّة جديدة ويسهم في زيادة نسبة الذكاء، وتقوية النشاط العقلي.
- الانتظام في ممارسة الرياضة، وهذا يسهم في زيادة النشاط العقلي للإنسان.
- تنمية الذاكرة باستمرار، وذلك بالتدرّج في الحفظ، وهنا يبدأ بحفظ ما هو محبّب لنفسه، فيحفظ بعض الأشعار، ويحفظ بعض القصص القصيرة المعبِّرة، ويعوِّد نفسه على سردها، ويحفظ بعض أبيات من الشعر المحبب لنفسه، وبعض سور القرآن الكريم، وينمي خياله في تصوّر معانيها قبل أن يطلع على تفسيرها، ويسمح لنفسه بهامش مفتوح من التفكير والتأمل.
- التفكير الايجابي، حيث إنَّ التأمل والتفكير الايجابي في المستقبل، وغير ذلك يعالج ما يمرُّ به الإنسان من توتّر وقلق بسبب ظروف الحياة المختلفة بشكل كبير، وبخلاف ذلك يبقى الإنسان أسيراً للتوتر، والإجهاد، والقلق، والاكتئاب، وهي علل نفسيّة قاتلة للخلايا العصبيَّة.
- تناول الطعام الصحي، فالطعام الصحي المشتمل على معظم العناصر الغذائيَّة؛ كالفواكه الطازجة، والخضروات، والأسماك لما تحتويه من زيت أوميغا3، والتمور وما فيها من عناصر البوتاسيوم والمغنيسيوم، وغير ذلك يسهم في رفع كفاءة الأداء الذهني للإنسان، ويفتح أفق الإنسان للمستقبل ويقاوم بذلك الجمود والاكتئاب.
- ممارسة القراءة كسلوك محبب للنفس وعلاقة جيّدة مع الكتاب، مع قرن ذلك بالتخيّل والتركيز والتفكير، ففي ذلك تنمية جيّدة للعقل.
- الحرص على النوم الكافي، وخاصة بين التاسعة وحتى منتصف الليل، والحدُّ من السهر المبالغ فيه.
- الاعتماد على العقل والذاكرة والحساب الكتابي في حل المسائل الحسابيَّة البسيطة، والتدرُّب الذاتي على ذلك بعيداً عن الآلات الحاسبة.
- الاستعانة بحسن الصلة بالله والإقلاع عن المعاصي، فذلك عنصر معين للإنسان في شتى جوانب حياته.
إنّ الإنسان يستطيع ان يرتقي بنفسه باستمرار متى امتلك الإرادة والهمّة العالية وخاطب نفسه جيداً: أنا أستطيع أن أعمل ذلك، عندها سيجد نفسه منساقاً وبشجاعة وحب وتحمس نحو غاياته النبيلة.