يقولون يا ابن آدم إنّما أنت أيَام فإذا ذهب يومك ذهبَ بعضك، ويقولون بأنَّ الوقت كالسيف إن لم تقطعهُ قطعك، وهذهِ الأقوال والحِكَم لا شكّ بأنّها صحيحة ولا خلاف عليها، فالإنسان يعيش في هذا الزّمن في ظلّ تسارع الأحداث ومُجريات الأمور، وفي خضمّ أحداث الزمان المٌتراكبة والمُتراكمة لا يجد المرء لنفسهِ مُتّسعاً من الوقت لينظر في أحواله وأحوال من حوله، فترى من الناس من أشغلهُ عملهُ عن ما حوله وربّما حتّى عن نفسه، ولا تراه يجد مجالاً للاستمتاع بما حباهُ الله إيّاه، وكذلك تجد الطالب في أيّام الامتحانات يُحاول أن يقرأ بكلّ سُرعة لأجل أن يفرغ من المادّة التي ينبغي لهُ تقديم الامتحان فيها، وكذلك الموظّفين الّذين يذهبون إلى عملهم كُلّ يوم فتراهُم يُسابقونَ الزمن في الشوارع والطُرقات لأجل ألّا تفوتهم ساعة العمل خصوصاً إذا اصطدموا بأمور أعاقت مسيرهُم وأخذت من وقتهِم.
فلا شكّ أنّ الوقت هوَ عامل ٌ ليس بالسهل، فعامل الزمن قد يكون أحياناً فاصلاً بين قضايا عُظمى، فعلى سبيل المثال قد يموت البعض بسبب تأخّر وقت وصوله إلى المُستشفى، وهذه أسباب ظاهرة التعلّق بها لا يُنافي الإيمان بالقضاء والقدر بكلّ تأكيد، ولكن الحرص على الوقت أمرٌ حَثنا عليه ربّ العالمين بل إنّ الله عزَّ وجلّ أقسم بالعصر في سورة العصر.
ولأهميّة الوقت وحساسية هذا الأمر في حياة الناس كانَ لا بُدّ من إعادة التنظيم والجدولة حتّى لا يتفاجأ الواحد منّا بفوات الأوان على أمرٍ ما، أو تأخّر فرصةٍ كان سيحصل عليها لولا فوات الوقت وذهابه، ولذلك سنتعرّض في هذا الموضوع لكيفية تنظيم الوقت والفوائد المُترتّبة على تنظيم الوقت.
كيفية تنظيم الوقت
يكون تنظيم الوقت من خلال وضع برنامج واضح الأهداف وضمن مراحل زمنيّة ينبغي التقيّد بها، والحل الوحيد لأجل أن يكون هذا التنظيم حقيقياً هو أن نلتزم به، ومع العادة يجب تهذيب النفس وترويضها على الالتزام بالوقت، فيكون هذا أمراً حاصلاً ومتجذّراً فيك.
فوائد تنظيم الوقت
المقالات المتعلقة بفوائد تنظيم الوقت