قوة الإرادة وضبط النّفس يعتبر الغضب من القوى الكامنة والدّفينة في جسم الإنسان وهو سلوكٌ انفعاليٌ يظهره الشّخص عندما يقوم شخصٌ آخرٌ بالإعتداء على حقه وانتهاك حقه، فهنا تثير ثائرة الشّخص ويبدأ الدّم بالغليان واحمرار الوجه والعينين، وتولد القوة في الرّد على السّلوك المعادي لحقه فيندفع للانتقام، إما بالضّرب وتبادل الشّتائم، وأحياناً التّدمير أوإلى القتل.
الفرد يواجه اختبارات صادمة وقرارات صعبة يومياً قد تؤدي إلى غضبه، ولتفادي الغضب هناك ما يسمى بضبط النّفس وقوة الإرادة وكلاهما مصطلحين يقومان بتهذيب النّفس وترويضها ومنعها إلى الاندفاع نحو الغضب، أو التّوجه إلى القيام بسلوكٍ خاطئٍ فعند ذلك يبدأ النّدم والحسرة، فضبط النفس هو أساس الحكمة وعنوان التّفكير السّليم، وسنتعرّف معاً على كيفية ضبط النّفس والتحلّي بقوة الإرادة.
كيفية التّحلي بضبط النّفس وقوة الإرادة عندما يمتلك الشّخص قوة الإرادة فهو في الطّريق السّليم بإصابة هدفه وتحقيقه، فعلى سبيل المثال عندما يصرّ شخصٌ على إنقاص وزنه من المائة إلى الستين كيلوغراماً فهذا يحتاج لقوة إرادة في الابتعاد عن الأطعمة التي تزيد من وزنه ولا تحقق مراده، ومن الأساليب والطّرق التي تساعد في ضبط النّفس والتحلّي بقوة الإرادة في كبح الانفعالات والاغراءات ما يلي:
- التّغذية السّليمة: فتناول الوجبات الغنية بالبروتينات والكربوهيدرات يُحفّز المعدة بأن تكون مشبعةً وليست خاويةً، فعند انخفاض مستوى الغلوكوز في الدّم ذلك يؤدي إلى ضعف قوة الإرادة، فالغذاء عاملٌ مهمٌ في ضبط النّفس والتروّي، ويجب الابتعاد عن المشروبات المنبهة التي تنبه الأعصاب وتثيرها، ويفضل شرب المشروبات التي تهدئ الأعصاب دوماً.
- الابتعاد عن كل شيء يقف عائقاً أمام الهدف والتّركيز في السّعي نحو الهدف، فمثلاً إبعاد الطّعام لإنقاص الوزن هو ترويض النّفس لتحقيق الهدف فلو استمرّ الشّخص بتناول الوجبات التي يحبها لن يمتلك الإرادة، وهذا المثال ينطبق على المواقف التي تتطلب الإرادة، والتّمسك بخطته والتحلي بالعزيمة والشجاعة في مواصلة هدفه.
- الابتعاد عن التّوتر: التوتر يؤدي إلى قرارتٍ متسرعةٍ قد تكون غبية تنتج عنها نتيجة سيئة، ولهذا يجب ممارسة التّمارين الرياضية التي تزيل التّوتر، والتّدريب على التنفّس بعمقٍ وببطئ، فعندها تكون القرارت أفضل بسلوك حكيم.
- الرّاحة الجسدية: عندما يحصل الجسم على الرّاحة والقسط الكافي من النّوم يتحقّق ما يُسمّى براحة الدماغ والتفكير الإيجابي، فراحة الدماغ من راحة الجسد، وكفاءة الدماغ أمر مهم بالسيطرة على الجسم واتخاذ القرارات السليمة.
- التّصالح مع الذّات: نقصد هنا أنّ الفرد هو الأقدر في فهم طبيعته و قدرته على التحكم بذاته، ويكون ذلك بتحسين الإرادة من خلال ممارسة تمرين التأمل بكل شيءٍ إيجابيٍ يُعطي دفعةً معنويّةً نحو الهدف، وتكون فترة التأمل بالأشياء الإيجابية ثمانية أسابيع؛ فهذه فترة كافية في إحداث السّعادة ورفع التّفكير الإيجابي للدماغ.