الكلام والحديث وسيلة التفاعل بين الأشخاص، وهو الوسيلة التي يتناقلون بها المعلومات المختلفة، والآراء، ووجهات النّظر المتنوّعة حول القضايا المشتركة فيما بينهم؛ إذ يُعتبر الكلام واحداً من أفضل الوسائل التي تُحقّق هذه الغايات الهامة والمتنوعة في الوقت ذاته. تختلف الطريقة في الكلام حسب اختلاف الموضوع المُتحدّث به، والطرف الآخر من الحديث؛ فالجلوس مع الأصدقاء على سبيل المثال والتحدث إليهم في أمور متنوعة، وممازحتهم، والتودد إليهم يتطلّب طريقةً في الكلام تختلف عن طريقة الكلام مع رئيس العمل، وفي قضايا تتعلّق بالعمل؛ فالحديث مع هذا الشخص يتطلّب جدية، وحزماً في الكلام، ونوعاً مُعيّناً من المفردات.
قد يخطئ البعض في استعمال وتوظيف طريقة معينة في طريقة الحديث والتكلّم مع الآخرين، وهذا الخطأ يعمل بشكل أو بآخر على عكس صورة سلبية عن الشخص المتحدث، وعلى الرغم من أنّ الإنسان قد يكون ذكياً يمتلك المعلومات الكافية، والمؤهّلات المطلوبة إلا أنّه قد لا يستطيع تسويق نفسه بسبب عدم قدرته على كلام بطريقة تجذب انتباه الآخرين له، والعكس قد يكون صحيحاً فلطالما نجد أشخاصاً لا يمتلكون المواصفات المطلوبة إلّا أنّهم يجيدون الحديث فيجذبون الآخرين إليهم على الرغم من إخفاقاتهم الكبيرة.
كيفيّة جذب الناس لكلامك - يجب أوّلاً وقبل الشروع في الحديث ترتيب الأفكار بشكل مسبق؛ بحيث يستطيع الإنسان المتحدّث إيصال وجهة نظره التي ينضوي عليها بكل فاعلية وسلاسة، فهذا الأمر يعمل بشكل كبير على تعريف الإنسان المقابل بالمحتوى الفكري للشخص المتحدث بكل أريحيّة، وسلاسة، وهدوء.
- استخدام المصطلحات التي تُناسب العلاقة مع الشخص المتحدث، وإظهار الثقة بالنفس من خلال طريقة الحديث، مع الابتعاد عن التكبّر، فبين التكبر وإظهار الثقة بالنفس شعرة صغيرة جداً، يجب على كل شخص أن يعرفها وأن يحافظ عليها قدر المستطاع.
- الابتعاد عن المصطلحات السيئة التي تُعطي فكرةً سلبية عن الإنسان، واستخدام المصطلحات الجميلة التي تُعطي انطباعاً حميداً وجيّداً عن الإنسان المتحدث، ومحاولة التحلي بالأخلاق الرفيعة أثناء الحديث، والبعد عن البذاءة والأخلاق السيئة أثناء الحديث، فكلّ هذا يعمل وبشكل كبير على تدمير وتحطيم الإنسان بين الآخرين حتى لو كان يتحدّث صدقاً.
- التركيز على الموضوع والبعد عن الموضوعات الجانبية التي لا تفيد، ولا تسمن، ولا تغني من جوع؛ فمثل هذه الطريقة في الحديث كفيلة بإبعاد الناس عن الشخص المتحدّث الذي يتشعّب في الأفكار فتختلط الأمور على من يسمعه.
- الابتعاد عن كثرة الكلام، واختصار الكلام بكلمات قليلة، وموجزة، وجامعة، ومانعة؛ فهذه الطريقة في الكلام تُحبّب الآخرين وتجعلهم يترقّبون كل كلمة ستصدر عن الشخص الذي يتّبع هذا الأسلوب في الحديث.
- التحلي بالهدوء وضبط الأعصاب حتى في أحلك المواقف، والبعد عن النميمة، والغيبة أثناء الحديث؛ فغالبيّة الناس لا يحبون الجلوس مع أشخاص كهؤلاء لأنهم يعلمون تماماً أنّ كل كلمة سيتفوهون بها تكون محسوبة عليهم بشكل أو بآخر.