فوائد الشرب على ثلاث دفعات

ذكرت السنة النبوي الشريفة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتنفس عند شرب الماء ثلاثاً؛ بمعنى أنه كان يشرب الماء على ثلاث دفعات ويرتاح ثوانٍ ويأخذ نفساً بين الدفعة والأخرى، وكان يتنفس خارج الإناء وليس داخله، وذكر في الحديث: (كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يتنفَّسُ في الشرابِ ثلاثًا، ويقول: (إنه أَروى وأبرأُ وأَمرأُ ))، [صحيح مسلم]. ولعل ذلك لحكمة وفوائد صحية للبدن أوصى بها النبي منذ قديم الزمن وأراد أن يعلمها للمسلمين كي يتبعوها بعده ويمشون على هديه.

• إنّ الجزء المسؤول عن العطش في الجسم هو الكبد، وعندما يشرب الإنسان الماء دفعةً واحدة يتجه من المعدة مباشرةً إلى الكبد وهذا يجعل الكبد يتفاجأ بكمية الماء الكبيرة مما يؤدي إلى عدم قدرته على العمل بالشكل الصحيح، مؤدياً ذلك إلى تلفه مع مرور الزمن. أما عندما يشرب الماء على دفعات ثلاث فإن الكبد يتهيأ بقدر قليل من المياه ويستوعبها بالشكل المطلوب مما يحافظ على سلامته، ويعمل على ليونته وابتلاله فلا يتآكل الكبد مع الوقت.
• إن شرب المياه على دفعةٍ واحدةٍ تجبر الإنسان على كتم أنفاسه لمدة طويلة نسبياً، وهذا لأنّ الماء يتقاطع مع الهواء في منطقة البلعوم مما يضطر الإنسان لتمرير أحدهما دون الآخر فيمرر الماء بدلاً من الهواء، وهذا الأمر يولد ضغطاً كبيراً على جدار الحويصلات الهوائية؛ لأنّ الإنسان يحبس الهواء في الرئتين لفترة طويلة، فيؤدي إلى توسع الحويصلات وقلة مرونتها تدريجياً مع تكرار هذه العادة، مما يسبب مع مرور الزمن انتفاخاً في الرئة والذي يظهر على الإنسان بشعوره السريع بضيق النفس والإجهاد والتعب من أقل مجهود،كما تزرق شفتاه وأظافره، وقد تضغط الرئتان على عضلة القلب مسببةً قصوره عن العمل وبالتالي ينعكس ذلك على الكبد فيحدث فيه تضخم، ثمّ حدوث الوذمات، والاستسقاء.

أوصى النبي صلى الله عليه وسلم بشرب الماء في وضعية الجلوس وليس الوقوف لأن شرب الماء مع الوقوف يؤدي إلى نزوله بعنف على المعدة فيتسبب بإضرارها، كما أن الجهازين العصبي والعضلي للإنسان يكونان في حالة توتر وإجهاد وعدم توازن أثناء الوقوف، لذا فإن شرب الماء مع الجلوس أو وضعية "القرفصاء" هي الأنسب للصحة حيث يكون الجسم في وضعية الراحة، كما تساهم هذه الوضعية في طرد السموم والفضلات من الجهاز الهضمي وتحفيز إخراج الرمل والحصى والترسبات من الكليتين.