تُعتبر مدينة حلب من أقدم مدن العالم المأهولة بالسكّان عبر التاريخ، وذات شأنٍ كبير، فقد تعاقبت عليها حضارات كثيرة كالآرامية، والآشورية، والفارسية، والبيزنطية، فكانت عاصمة مملكة الأموريين (يمحاض)، وأوّل ذكر لاسم مدينة حلب قد تمّ العثور عليه ضمن الاكتشافات التي تعود لمملكتي إيبلا وبلاد ما بين النهرين، كان محفوراً على ألواح حجريّة باللغة المسمارية، وفيها وصفاً لحلب كمدينة ذات قوة عسكرية لا يُستهان بها، بالإضافة لدورها التجاري الرّائد، كما كانت العاصمة الكُبرى لدولة الحمدانيين، وفي أيّام الدولة العثمانية كانت حلب ثالث أهمّ المدن لديهم بعد إسطنبول والقاهرة.
موقع مدينة حلبتقع مدينة حلب في الجهة الشمالية الغربية في الجمهورية العربية السورية، وهي أكبر المحافظات فيها، من حيث المساحة والامتداد وعدد السكان، وهي العاصمة الاقتصاديّة في سوريا، وتبلغ مساحتها حوالي مئة وتسعين كيلو متراً مربعاً، وترتفع عن سطح البحر ألف ومئتين وأربعين قدماً.
تُعدّ حلب أكبر مدن بلاد الشام كلها، هذا وقد صُنفت المدينة القديمة فيها من قبل منظمة اليونسكو، في عام ألف وتسعمئة وست وثمانين للميلاد كواحدةٍ من مواقع التراث العالمي، وتشبه في طابعها المعماري، والديموغرافي، والكلاسيكي كلاً من مدن ليون الفرنسية، وعينتاب التركية، وبرست الألمانية.
التعداد السكّاني في حلبيبلغ عدد سكان مدينة حلب حوالي مليونين وثلاثمئة ألف وخمسمئة وسبعين نسمة، في حين تبلغ الكثافة السكّانية فيها إحدى عشر ألفاً ومئتين وواحد وعشرين نسمة في الكيلو متر مربع الواحد.
أعراق سكان حلبيشكّل العرب الغالبية الكبرى للسكان في هذه المدينة، كما فيها العديد ممّن ينتمون لقوميات عديدة وفي مقدّمتهم الأرمن، الذين وفدوا إليها في فترات متفاوتة من تاريخهم، كما في عام ألف وتسعمئة وثلاثة وعشرين حيث وفد أكثر من أربعين ألف لاجئ في فترة انسحاب القوات الفرنسية من منطقة كيليكيّة في شمال سوريا، ومن ثمّ تلتها حالات نزوح لأرمن من أرمينيا ومن منطقة لواء إسكندرون بعد ضمه إلى تركيا وتهجير سكانه في عام ألف وتسعمئة وتسع وثلاثين، بالإضافة للأكراد، والشركس، والتركمان، والطاجيك، والملاحظ أنّهم متعايشون ويتناغمون فيما بينهم ويتآلفون في شكل فريد قلّ نظيره، يُحتذى به على مستوى الوطن العربي كله.
اللغة الرسميّة في حلبينطق الحلبيون باللغة العربية، ولكن لهم لهجتهم المحلية الخاصّة والمحببة، حيث يستندون في الكثير من مفرداتهم إلى اللغة التركيّة، وهذا ليس في اللغة فقط، بل يتعداها إلى بعض العادات والتقاليد التراثيّة وحتى أنواع الطعام، والسبب في ذلك يعود لموقع مدينة حلب الجغرافي القريب من دولة تركيا.
المقالات المتعلقة بعدد سكان مدينة حلب