تلتقط آلة التّصوير (بالإنجليزيّة: Camera) صوراً للحظة مُعيّنة من الواقِع،[١] ويتم تخزينها على هيئة فيلم، أو على هيئة ملفّ ثنائي (بالإنجليزيّة: Binary File) يُحفَظ على الأجهزة الرّقميّة (بالإنجليزيّة: Digital device)،[٢] ويشمل ذلك أنواع التّخزين المُختلفة للأجهزة الرّقميّة، كالأقراص المُدمجة (بالإنجليزيّة: Compact disc)، أو الأقراص الصّلبة (بالإنجليزيّة: Hard disk drive)، أو ذاكرة وميضيّة (بالإنجليزيّة: Flash memory).[٣][٤][٥]
تستطيع آلات التّصوير الحديثة أن تلتقط مقاطع مرئيّة (بالإنجليزيّة: Video clips)،[٦] ويتمّ تخزينها أيضاً على هيئة فيلم أو ملف ثُنائي، المقاطع المرئيّة هي مجموعة من الصّور تُسمّى إطارات (بالإنجليزيّة: Frames) تُلتَقَط على فترات ثابتة من الزّمن،[٧] وتُقاس هذه الفترة بوحدة الإطارات لكُل ثانية (بالإنجليزيّة: FPS)، وكُلّما زاد عدد الإطارات المُصوّرة في الثّانية الواحدة زادت جودة المَقطع والمساحة المطلوبة لتخزينه.[٨] في حال كان الملف ثُنائيّاً تُستَخدَم أساليب عدّة لضغط الملفّ من أجل تصغير حجمه ليُصبح أكثَر قابليّة للتّخزين، وتُسمّى آليّة الضّغط بالمِرماز (بالإنجليزيّة: Codec)، وبعضها يؤدّي إلى تخفيض جودة المقطع (بالإنجليزيّة: Lossy)، وبعضُها الآخَر يحفَظ الجودة الأصليّة للمقطع (بالإنجليزيّة: Lossless)، ومِن هذه المِرمازات ما هو تجاري، ومِنها ما هو مجّاني.[٩]
تاريخ آلة التّصويرآلة التّصوير هي أداة قديمة حديثة؛ حيث إنَّ فكرتها الأولى بدأت مُنذ القِدم، لكن تصميمها تمَّ حديثاً، ففي عهد أرسطو، عُرِفَ التصوير في الغُرفة المُظلمة،[١٠] وفي عهد ليوناردو دافنشي (بالإنجليزيّة: Leonardo DaVinci) وما بعد وُجدت الغُرف المظلمة التي ترسُم الأشياء الخارجيّة بداخلها بفعل أشعة الشمس،[١١] وعلى هذا المبدأ اخترع جيرولامو كاردانو العدسة البصريّة التي تُساعد على النَّظر في عام 1550م، وكانت هذه العدسات مُحدّبة الوجهين،[١٢] وفي عام 1658م طوَّر العالم ثوماس راسموسِن عِلم التصوير، وتبعه العالم الألماني جوهان تزان في عام 1685م، والعديد من العلماء الآخرين.[١١]
داجير هو الذي صمم أول آلة تصوير في عام 1839م، وقد بدأ مُحاولاته في عام 1822م، وسُمّي التصوير الضوئي باسمه، وسُمّيت النظريّة التي وضعها بالداجيروتايب (بالإنجليزيّة: Daguerreotype)، وكانت اختراعاً غير مسبوق، وغيّر الكثير في ذلك الوقت، وقد استند داجير إلى عُلماء كثيرين، واعتمد على أبحاثهم حتى يُخرج آلة تصويره الضّوئيّة،[١٣] وكان من أبرَز من اعتَمَد عليهم العالِم داجير هو العالِم هنري فوكس تالبوت الإنجليزي، والذي تمكّن من استخراج صورة بعد وضعها في محاليل كيميائيّة.[١٤]
شركات تصنيع آلات التّصويركانت بداية ظهور شركات صنع آلات التّصوير العملاقة بشركة كودا كروم في عام 1936م،[١٥] وفيوجي فيلم في عام 1934م،[١٦] كما أصدرت شركة بولا رويد كاميرات بتصوير فوري بأوراق سوداء وبيضاء في عام 1937م،[١٧] بينما أًصدرت التصوير بأوراق ملوّنة في ما بعد،[١٨] وما زالت ثورة التصوير تتطوّر بشكل هائل وكبير، حيث إنّ التصوير تطوّر في الألفيّة الجديدة بشكل متسارع وهائل، كما تطورت التكنولوجيا بشكل عام فأصبح التصوير الرقمي طاغياً على الأشكال الأخرى؛ بسبب إمكانيّة التصوير بسهولة عن طريق الهواتف النقالة وأجهزة الحواسيب المختلفة.[١٩]
تطوُّر آلة التّصويرتطوّرت الكاميرات شيئاً فشيئاً، ففي عام 1861م استطاع العالم الفيزيائيّ جيمس ماكسويل بمساعدة المصور سوتون الحصول على أول صورة بالألوان،[٢٠] وفي عام 1888م أصدر جورج ايستمان آلة تصوير الكوداك الشهيرة ليومنا هذا، وقد كان شعاره الخالد (أضغط الزر ونحن نقوم بالباقي)، وهذه الآلة التصويريّة كانت الأولى المزوّدة بفيلم ملفوف، وفي الولايات المتحدة الأمريكية أُصدرت آلات تصوير للطّائرات، ويُعدّ هذا تطوُّراً ملحوظاً في مجال آلات التّصوير،[٢١] وتبعها تطوّر آخر على الأراضي الأمريكيّة بإصدار كاميرات بمنظار في عام 1920م.[٢٢] وتطوّرت صناعة الكاميرات في زمن الحرب العالميّة الثانية وما بعدها؛ ففي الأربعينات ظهرت آلات التّصوير التي تحتوي على الفلاش، وهي عبارة عن إضاءة لمكان التّصوير لجعل مكان التّصوير أكثر وضوحاً ودقّة لآلات التّصوير.[٢٣]
آلات التّصوير في الهواتف المحمولةمع التطوُّر التّكنولوجيّ وخصوصاً في مجال الإلكترونيّات نَجَح العلماء في وضع آلة التّصوير على رُقاقة في بداية التّسعينات من القرن العشرين، وكان ذلك على يد المُهندس والفيزيائي إيريك فوسَم (بالإنجليزيّة: Eric Fossum) وفريقه، وقد كانّ هذا الاختراع هو بداية إضافة آلات التّصوير إلى اللوح الإلكتروني للهاتِف.[٢٤] وفي عام 2000م ظَهَرَ أوّل هاتِف محمول يحتوي على آلة تصوير في كوريا الجنوبيّة من صِناعة شركة سامسونج (بالإنجليزيّة: Samsung)، ويُسمّى: Samsung SCH-V200، ويحتوي على آلة تصوير تلتقط صوراً ذات 3500000 بيكسل (بالإنجليزيّة: Pixel) للإنش الواحِد (أي 0.35 ميغا بيكسل)، ويستطيع تخزين 20 صورة.[٢٥]
بدأت آلات التّصوير في الهواتِف المحمولة تتطوَّر بَعد العقد الأوّل من القرن الواحِد والعشرين، فقد أصبَحَت أكثر دِقّة ووضوحاً، كما أنّها حصلت على العديد من الميّزات، كميزة اكتشاف الوجه،[٢٦] وخاصيّتي التّكبير (بالإنجليزيّة: Zoom in) والتّصغير (بالإنجليزيّة: Zoom out)، وقد ازداد عدد البيكسلات للإنش الواحد بشكلٍ كبير.[٢٧]
آلات التّصوير عديمة المرآةظَهَرت آلات التّصوير عديمة المرآة (بالإنجليزيّة: Mirrorless Cameras) في العِقد الأوّل من القرن الواحد والعشرين،[٢٨] وهي آلة تصوير رقميّة من حيث نوعها، وتتميَّز بكونها لا تعتمد على المرآة في التقاط الصّوَر، وإنّما تستخدم حسّاساً للصّورة (بالإنجليزيّة: Image sensor) يُمكن من خلاله استقبال الضّوء المُنعكس والتقاط الواقع. وتحتوي آلات التّصوير هذه على عدسة قابلة للتّغيير بما يتناسَب مع طبيعة الصّورة المُراد تصويرها، وتستطيع هذه الآلات أيضاً تصوير مقاطِع مرئيّة بجودة عالية.[٢٩][٣٠]
المراجعالمقالات المتعلقة بمتى تم اختراع الكاميرا