تعدّ المحرّكات أحد أهم الاختراعات التي طرأت في العصر الحديث، فقد أسهم اختراع المحرّكات بنقلةٍ نوعيةٍ في العالم بأكمله، فهي تعتبر أحد أهم العوامل التي أسهمت في نشوء الثورة الصناعيّة، كما وقد تمّ استخدام المحرّكات المختلفة من أجل القيام بعمليات النقل بين المدن عن طريق استخدام المحرّكات في وسائل النقل، فكانت بذلك تُستخدم لنقل البضائع والركاب، كما أنّها استخدمت ولا زالت تُستخدم في المصانع ومن أجل توليد الكهرباء أيضاً، ومن أوائل المحرّكات التي تمّ اختراعها في العالم هو المحرِّك البخاري، والذي بدوره كان اختراع العصر، حيث قام المهندس الإسكتلندي (جيمس واط) بالتعديل على المحرّك البخاري فأصبح كالمحرّك الذي نعرفه حالياً والذي يقوم بتحويل الحركة التردديّة لحركة دورانيّة.
أمّا تاريخ المحركات البخاريّة على وجه العموم فيمكن إرجاعه إلى تاريخ اليونان القديم في القرن الأوّل للميلاد، حيث كان (ايولابيل) الذي قام بوصفه المهندس اليوناني (هيرو السكندري)، ومن بعد هيرو تمّ إجراء التجربة على عددٍ من المحركات البخاريّة المُتلفة، حتّى كان المحرّك البخاري الأوّل الناجح في عام 1712 على يد (توماس نيوكمان) الذي يعتبر صانع المحرك البخاري الأوّل، حيث كان المحرّك البخاري الأوّل عبارةً عن أسطوانةٍ ومكبسٍ متصلين من الأسفل بمصدرٍ لتسخين المياه ويفصل بينهما صمّام، فعندما يُفتح الصمام ينطلق البخار إلى الأعلى رافعاً المكبس بطريقه إلى الأعلى ويكون المكبس متّصلاً بسلاسل والتي بدورها تكون متّصلةً بمحور الدوران ومتّصلةٍ بثقلٍ من الجهة الأخرى، فعند ارتفاع المكبس يدور المحور بسبب الثقل المتّصل به من الجهة الأخرى، وعند دورانه يُغلق الصمام الذي يدفع المكبس إلى الأعلى ويفتح صمامٌ آخر من الجهة الأخرى يوجد فيه مياه تقوم بتبريد البخار الموجود في الأسطوانة فيتشكّل فراغٌ في داخل الأسطوانة ساحباً المكبس والمحور إلى الأسفل، وعندها يفتح صمام الدخول مرّةً أخرى سامحاً للماء الموجود في الأسطوانة بالنزول إلى خزّان المياه والبخار بالصعود مكانه.
وقد قام (جيمس واط) فيما بعد بالتعديل على هذا النموذج بحيث وضع مكثفاً منفصلاً للمياه، وقد كان النموذج الذي قام (توماس واط) يستخدم كميةً فحم أقل من تلك المتواجدة في النموذج الأولي وبعض النماذج التي قام علماء آخرين بتعديلها، فكان النموذج الذي قام (توماس واط) بصناعته هو المستخدم المعتمد في الصناعات المختلفة وخصوصاً في القاطرات البخاريّة والسفن المختلفة، وقد تمّ استعمال المحرّك البخاري وانتشر بشكلٍ كبيرٍ جداً حتّى تمّ اختراع محرّكات الاحتراق الداخلي فيما بعد والمحرّكات الكهربائيّة والتي حلّت مكان المحرّك البخاري بسرعةٍ كبيرةٍ جداً.
المقالات المتعلقة بمن إخترع المحرك البخاري