من إخترع اللاسلكي

في عام ألف وثمانمائة وتسعة وثمانين ميلاديّة استطاع العالم الإيطالي الشهير غوليلمو ماركوني أن يقوم بإرسال أوّل إشارة لاسلكيّة تربط ما بين نقطتين بعيدتين عن بعضهما البعض مسافةً بلغت أكثر من اثنين كيلو متراً دون أن يستخدم أيّة مواد أو روابط أو أسلاك معدنيّة أو غيرها، وإنّما تمكّن من نقل الإشارة عبر الهواء فقط، ثمّ بعد ذلك بأعوام، وتحديداً في عام ألفٍ وثمانمائة وتسعةٍ وتسعين ميلاديّة تمكّن غوليلمو ماركوني من إجراء أوّل اتصال تاريخي ما بين إيطاليا وبريطانيا وباقي الدول الأوروبيّة، حاز على أثره على أوّل امتياز وباكورة اختراع في مجال الاتّصالات الجديد- اللاسلكي.

وبعد ذلك قام ماركوني بالسعي الحثيث لتطوير نظامه الفريد السابق حتّى تمكّن في نهاية المطاف من أن يرسل إشارة لاسلكيّة أولى عبر المحيط الأطلسي، ممّا جعله بهذا الإنجاز الباهر أن يقوم بفتح المجال أمام هذا العلم والتقنية الجديدين من التقدّم والتطوّر وقطع مسافات معتبرة إلى الأمام في هذا المجال، لنصل إلى ما نحن عليه الآن من تقدّم علمي في مجالات الاتّصالات اللاسلكية.

ويقوم المبدأ الّذي يعمل عليه اللاسلكي على إرسال الأمواج الكهرومغناطيسية إلى مسافة بعيدة مهما كانت مسافتها، وذلك عبر إرسال تيّار ميّزته أنّه عالي التواتر عبر دارة مفتوحة. ولأنّ تواتر تلك الأمواج الكهرومغناطيسيّة التي تقوم بتوليدها حزمة التيّارات الصوتية التي جرى تضخيمها تكون منخفضةً ومتعدّدة ومتغيّرة، فبناءً عليه فإنّ إشعاعها لن يتمكّن من الوصول إلى مسافة بعيدة دون أن يقوم باستخدام هوائيّات متعدّدة وطويلة تتلاءم وتتوافق كلّ واحدة منها مع تواتر صوت معيّن ما، ومن ثمّ تقوم تلك التيّارات الصوتيّة بالتحميل على تيّار مرتفع وعالي التواتر، والّذي يقوم بإرساله هوائي واحد، ومن جراء هذا العمل تتغيّر سعة ذلك التيار حتى تتلاءم وتتوافق مع الصوت، وهو الّذي يطلق عليه مصطلح التـكـيّف بالــسعة؛ حيث إنّ الإرسال يحتاج لإتمام ذلك إلى مولد خاص للاهتزازات عالية التواتر، بالإضافة إلى جهاز يقوم بتحويل هذه الاهتزازات الصوتيّة إلى موجات كهربائيّة، ويقوم بتقويتها حتّى تتمكّن من التجمّع في الهوائي، والّذي هو عبارة عن دائرة إرسال مفتوحة.

أمّا مبدأ وطريقة استقبال اللاسلكي فهي: عندما تمتلك تلك الأمواج الكهرومغناطيسية التي قام بإرسالها هوائي الإرسال القدرة على توليد وإنتاج تيّارات ضعيفة من خلال دارات مناسبة لذلك؛ بحيث تتأثّر بمجاليها الكهربائي والمغناطيسي بآنٍ معاً، مع الأخذ بعين الاعتبار ضرورة القيام بتضخيم التيّار حتّى يمر عبر جهاز اللاسلكي .