مشكلة الخجل عُدّ الخجل من آفات النّفس التي تعيق الإنسان وتعرقل بنائه لعلاقات سويّة مع من حوله من النّاس، فالإنسان مفطور على نزعات الاختلاط مع غيره والاجتماع معهم من أجل أمور كثيرة، وهو يجتمع مع أخيه الإنسان من أجل أن يتعاونا على تحقيق الأعمال التي لا يمكن أن تنجز من خلال شخص واحد، إلى جانب أنّ مخالطة النّاس تسهم في تحسين الحالة النّفسيّة للإنسان حيث يروّح عن نفسه بمخالطة أصحاب الفكاهة من النّاس، وكذلك يفيد نفسه بمخالطة أصحاب الحكمة والتّجارب من النّاس، فالحياة بستان والنّاس فيها ورود ونباتات على اختلاف أشكالها وتنوّعها، والإنسان الحكيم هو الإنسان الذي يحسن اقتطاف الثّمار الطّيبة الزّكية من تلك النّباتات واجتناب الضّار الخبيث.
وإنّ الخجل أو الرّهاب الاجتماعي كما يصنفه علماء النّفس هو حالة مرضيّة إذا بلغ مستويات معيّنة من الخوف والعزلة عن النّاس، ولقد وضع العلماء والأخصائيّين عدّة طرق للتّخلص من الخجل نذكر بعضاً منها في هذا المقال.
طرق التخلص من الخجل - التّخلص من الخجل بمخالطة النّاس، فالإنسان حين يختلط مع النّاس ويتحدّث إليهم يكسر أوّل حاجزٍ من حواجز الخوف والرّهبة، بينما تسبّب العزلة عن النّاس تفاقم مشكلة الخجل وازديادها باستمرار.
- الإيمان بقدرات النّفس، فكثير من النّاس الذين يعانون من الخجل يخفون في أنفسهم مهاراتٍ وقدرات لا يستطيعون إخراجها بسبب هذه العقبة، وإنّ مصارحة النّفس والإيمان بما لديها هو مقدّمة لإخراج تلك الكنوز والدّفائن.
- التّعرض للمواقف التي تتطلّب الجرأة واقتحامها، فالهروب هو سبب لتفاقم مشكة الخجل، بينما ترى اقتحام المواقف الصّعبة هي إحدى الطّرق التي تعين على كسر حاجز الرّهبة والخوف.
- تخيّل الوضع الأفضل، فمن طرق معالجة الخجل أن يتخيّل الإنسان نفسه في الحالة التي ينبغي أن يكون عليها، وقد يقف الإنسان أمام المرآة ليتمثّل إحدى المواقف التي تتطلّب الجرأة ويرفع صوته ويتكلّم بجرأة، وهذه تعدّ وسيلة فعالة لمحاربة الخجل والتّخلص منه.
- مشاركة مشاكل الإنسان مع الآخرين، فالذي يعاني من مشكلة الخجل عليه أن يختار أناساً مقرّبين موثوقين منه ويصارحهم بمشاكله وهمومه، وهذا يخفّف على الإنسان كثيرًا ويشعره بأنّ مشكلته يتشارك معه في حلّها أناس آخرون، وقد يقدم أحدهم له النّصح والمشورة التي تفيده في التّخلص من هذه المشكلة.
- وأخيرًا يجب أن لا نغفل أهميّة القرب من الله تعالى بأداء العبادات والحرص على الذّكر في محاربة آفات النّفوس ونواقصها ومنها مشكلة الخجل، فالله سبحانه هو مفرّج الكروب ومزيل الهموم والمشاكل.