تعد قضية عمل المرأة خارج المنزل من أكثر القضايا التي يُثار حولها الجدل في المجتمع، والبعض ينتقد جلوس المرأة في بيتها ويرى أنّه لا بد من خروجها للعمل لأنّ ذلك حق من حقوقها، والإسلام هو الذي صان المرأة وحفظ لها حقوقها كما لم يحفظها غيره، وجعل بيتها هو المكان الأساسي لها وفيه تكون غالب أعمالها الموكلة إليها. يقول تعالى: (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى...). [الأحزاب: 33]، لكنّه لم يمنعها من الخروج إن كانت بحاجة لذلك، وبالنسبة للعمل فهو ليس موكلاً إليها، لذلك جعل نفقتها على ولي أمرها، لكنه أيضاً لم يمنعها إن كانت بحاجة لهذا العمل، لكنه وضع ضوابطَ وشروطاً تحفظ لها كرامتها وتصونها كأنثى وكامرأة مسلمة.
ضوابط عمل المرأة - أن يكون عملها لحاجة، كأن تضطر للإنفاق على نفسها لعدم وجود من ينفق عليها، أو تضطر لمساعدة زوجها، أو أبيها، أو أخيها، أمّا إن لم تكن بحاجة لهذا العمل فلا داعي لخروجها، إلّا إنّ كان هذا العمل فيه مصلحة للنساء وهنّ بحاجة له، كمعالجتهن أو تدريسهن...
- ألّا يؤثّر عملها على مهمتها الأساسية وهي رعاية زوجها وأطفالها؛ فتفرَّط في حقّهم وتهمل واجبها نحوهم. واليوم نجد الكثير من النساء قد أعطت الوقت الأكبر والاهتمام الأوفر لعملها خارج البيت وقصّرت في حقوق زوجها سواء كان شخصية أو بيتية، كما قصّرت في وجودها مع أطفالها وحرصها على تربيتهم، وخاصة عندما يكون في سن صغيرة، فيحرَمون من حنان عاطفة الأم التي يجب أن تكون بجانبهم، ويكون لديهم اختلال في شخصياتهم. وقول النبي صلى الله عليه وسلم خير دليل على ذلك: ( ألا كلُّكم راعٍ وكلُّكم مسؤولٌ عن رعيتِه، فالإمامُ الذي على الناسِ راعٍ وهو مسؤولٌ عن رعيتِه، والرجلُ راعٍ على أهلِ بيتِه وهو مسؤولٌ عن رعيتِه، والمرأةُ راعيةٌ على أهلِ بيتِ زوجِها وولدِه وهي مسؤولةٌ عنهم، وعبدُ الرجلِ راعٍ على مالِ سيدِه وهو مسؤولٌ عنه، ألا فكلُّكم راعٍ وكلُّكم مسؤولٌ عن رعيتِه) [صحيح البخاري].
- أن يكون العمل حلالاً ومشروعاً؛ كالتدريس والبيع الحلال والخياطة... وأن تبتعد عن الأعمال المحرمة.
- أن تلتزم بالحجاب الشرعي وألا تتزيّن أو تتعطّر أو تبدي شيئاً من مفاتنها بحيث يراها الرجل الأجنبي.
- أن تبتعد عن اختلاط بالرجال الأجانب أو الخلوة بهم.
- ألا يؤثر عملها على عمل الرجال وكسبهم، لأنّ العمل خارج البيت هو في الأساس من حق الرجل، ونلاحظ في عصرنا هذا وجود عدد هائل من النساء في قطاعات العمل المختلفة، وهذا سبّب ضرراً بالغاً للرجال وأثر على أوضاعهم الاقتصاديّة والكثير منهم عاطل عن العمل.
- أن يتوافق عملها مع طبيعتها الأنثوية.
- أن يكون بإذن ولي أمرها من أب أو زوج.