ورثة الأنبياء انتشر الإسلام في غضون عقود معدودة في مشارق الأرض ومغاربها بفضل من الله تعالى ومِنَّة أوَّلاً، ثم بالمجهودات المباركة التي بذلها خير خلق الله الرسول محمد –صلى الله عليه وسلم-، وأخيراً بفضل الرجال والنساء الذين صدقوا ما عاهدوا الله تعالى عليه، والذين تخرجوا من المدرسة النبوية العظيمة، ليحملوا راية الدعوة إلى الله تعالى، ويكملوا المسيرة المباركة التي أرسى قواعدها الأولى رسول الله –صلى الله عليه وسلم-.
الصحابة والصحابيات هم رعيل الإسلام الأول، وهم خير من وطأت أقدامهم الأرض بعد الأنبياء –عليهم السلام-، وهم من قيَّضهم الله تعالى لخدمة الدين العظيم، ونشره في كافة أرجاء المعمورة، وهم من لا يزال فضلهم، وأثرهم الإيجابي قائماً إلى يومنا هذا. وفيما يلي بعض أبرز وأهم صفات هذا الجيل العظيم.
صفات الصحابة - الالتفاف حول الرسول –صلى الله عليه وسلم-، والسير ضمن منهج حياة يتفق مع تعاليم وأوامر الشرع الشريف، فالصحابة –رضوان الله عليهم- لم يكونوا يناقشون الرسول –صلى الله عليه وسلم- فيما كان يأمرهم به إذا علموا أنه أمر إلهي مباشر، وهذا هو أعلى مراتب الانصياع لأوامر الله تعالى.
- عشقهم لرسول الله –صلى الله عليه وسلم-، فالواحد منهم كان على استعداد لأن يفتدي الرسول الأعظم بنفسه، وعائلته، وكل ما يملكه.
- التفقه في الدين، والقدرة على الاجتهاد، وعدم الجمود، وبعد النظر، والبصيرة الثاقبة، وحسن التدبير، حيث ساعدتهم هذه الصفات على إدارة شؤون دولة مترامية الأطراف، مع أنهم كانوا إلى عهد قريب يعيشون حياة صحراوية جافة.
- محبتهم لبعضهم البعض، وإيثارهم لغيرهم على أنفسهم، وتصرفهم وكأنهم خلايا في جسد واحد، فهم أفضل من طبّق قوله –صلى الله عليه وسلم-: (مَثَلُ المؤمنين في تَوَادِّهم وتراحُمهم وتعاطُفهم: مثلُ الجسد، إِذا اشتكى منه عضو: تَدَاعَى له سائرُ الجسد بالسَّهَرِ والحُمِّى).
- التحلي بالأخلاق الفاضلة عند تعاملهم مع الآخر غير المحارب، المسالم، فقد كانوا يحترمون ذمة الله، ورسوله، والمؤمنين، ولا ينقضون العهود، ولهم العديد من المواقف المشرفة على مستوى التعامل الإنساني مع غير المسلمين، وما العهدة العمرية إلا خير مثال على ذلك.
- سعيهم الدائم لتطوير أنفسهم، خدمةً للدين الشريف، ونشراً له في كافة أركان المعمورة، حتى صار الصحابة أيقونات في تخصصاتهم؛ فهذا الصحابي العالم، وذاك الحافظ، وذاك العسكري الفذ، وذاك قائد الدولة، فالصحابة بمواهبهم المتعددة استطاعوا أن يكمِّلوا بعضهم بعضاً، وبالتالي أن يبنوا هذه الحضارة العظيمة.
- سعيهم الدائم وراء الحقيقة، والحقيقة فقط، وهذا يتضح بشكل جلي من سير بعض الصحابة الكرام الكبار كعمر بن الخطاب، وسلمان الفارسي، وغيرهما –رضي الله عنهم جميعاً-.