سورةُ آلِ عمرانَ، هي السُّورةُ الثالثةُ من حيثُ التَّرْتيبُ في المُصْحَفِ الشَّريف بعد سورَتَي الفاتِحَةِ والبقرةِ، تُعَدَّ من السُّوَر المدنيَّة الطَِوالِ ،عددُ آياتها مئتي آية، نَزَلتْ بعد سورةِ الأنفالِ، لها أَفْضالٌ كثيرةٌ مُقترنةٌ بفضل سورة البقرة كمجيئهما يوم القيامة كالغمامة تُظِلُّ صاحبَهُما الذي كان يقرؤهما ويتَعَهَّدُهما، كما ورد عن النَّواس بن سمعان أنَّه قال سمعت النبي-صلى الله عليه وسلم- يقول:«يُؤتى يوم القيامة بالقرآن وأهله الذين كانوا يعملون به، تقْدمهم سور البقرة وآل عمران.».
تسميةُ السورةجاءت تَسمية السورة نِسبةً إلى آلِ عمرانَ تلكَ الأُسرةُ الفاضلةُ، وإكراماً لعمرانَ الَّذي هو والِدُ مريمَ العذراءَ، أمّ عيسى، ولورودِ قِصَّةِ القُدْرةِ الإِلهيَّةِ بولادة مريمِ البتولِ ابنَها عيسى بنَ مريم -عليه السلام-.
محورُ السورةيدورُ محورُ السُّورةِ حول مبدأ الثبات على المنهج القويم، ولقد أوردت طرُقاً كثيرةً تُعين المُسْلِمَ على الثبات على دينِه، وذلك تناسُباً لسَرْدِها لكثيرٍ من أحداث غزوة أُحُدٍ والَّتي عصى فيها الرُّماةُ أمرَ النَّبي محمد بتخلِّيهم عن موقعهم من الجبل، مما كشف الجَبْهة للمُشركين فاستغلَّ خالدُ بن الوليدِ الفرصةَ وقد كان من دُهاة العرب في الحرب والمعارك وقد كان مُشركاً حينها لم يدخل في الإسلامِ بَعْدُ، فالتفَّ على جيش المسلمين من خلفهم، فرجحت كفة النصر للمُشركين. من أهمّ عوامل الثبات الواردة في السورة:
يُعتبر سببُ النزول الرئيس للسورةِ الكريمة هو قدوم وفدِ نجرانَ إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يخاصمونه في شأن عيسى -عليه السلام- وقد كانوا من النَّصارى فاستغربوا ادِّعاءَ النَّبيِّ محمدٍ مولِدَ ومجيءَ عيسى -عليه السلام- بلا أب، فقالوا: ما لك تشتم صاحبنا ؟ قال : وما أقول ؟ قالوا : تقول : إنه عبد ، قال : أجل إنَّهُ عبد الله ورسوله، وكلمتُهُ ألقاها إلى العذراءِ البتولِ؛ فغضبوا وقالوا: هل رأيت إنسانا قطَُ من غير أبٍ ؟ فإن كنت صادقاً فأرنا مثله، فأنزل الله عز وجل سورة آل عمران من صَدرها إلى نيف وثمانين آية منها.
المقالات المتعلقة بسبب نزول سورة آل عمران