ذكرى تحرير سيناء

ذكرى تحرير سيناء

تاريخ تحرير سيناء

الخامس والعشرين من أبريل، هو أحد الأيام التي غيّرت تاريخ الأمة العربية بأكملها والتي حفرت في عقول وقلوب جميع المصريين على وجه الخصوص والعرب على وجه العموم، فهو ذلك اليوم الذي قامت مصر باسترداد أرض سيناء من أيدي الكيان الصهيونيّ بعدما انسحب منها جميع الجنود الصهاينة وفقاً لمعاهدة الخنوع كامب دايفد والتي جرت في منتجع كامب ديفيد في الولايات المتّحدة الأمريكيّة بين الرئيس المصري السابق أنور السادات ورئيس وزراء الكيان الصهيوني السابق مناحيم بيغن بعد مفاوضاتٍ استمرت اثني عشر يوماً، وقد تمّ التوقيع على هذه الاتفاقية تحت إشراف الرئيس الامريكي السابق جيمي كارتر، وكانت من النتائج الأخرى لهذه الاتفاقية حصول الرئيس أنور السادات ورئيس الوزراء الصهيونيّ على جائزة نوبل للسلام مناصفةً نتيجة اعتبار الغرب لهذه الاتفاقية وسيلةً لتحقيق السلام المزعوم في الشرق الأوسط.

كامب ديفيد ورد الفعل العربيّ

بالرغم من أنّ هذه الاتفاقية نصّت على استرداد أرض سيناء من أرض العدو، فقد اعتبر العرب جميعهم هذه الاتفاقية أحد مظاهر الخضوع للغرب والكيان الصهيوني، وبأنّها أحد مظاهر الهزيمة للعرب وخصوصاً بعد خروج العرب بأكملهم من أفكار جمال عبد الناصر والتي كانت مبنيةً على الوحدة والقوميّة العربيّة ليدخلوا في اتفاقيات وخضوع للكيان الصهيوني بهدف تحقيق ما يسمّونه بالسلام، فأدّت هذه الاتفاقية إلى ردود فعل معارضة على الساحة العربية، فاستقال وزير الخارجية محمد إبراهيم كمال معارضةً لهذه الاتفاقية، وانتقد الاتفاقية التي لم تتضمن انسحاب الصهاينة من قطاع غزة والضفة وعدم شمولها لحق الشعب الفلسطيني في تحقيق مصيره.

قامت جامعة الدول العربية بإصدار قرار بتغيير مقرّها من مصر إلى تونس احتجاجاً على هذه الاتفاقية وتعليق عضوية مصر في جامعة الدول العربية والتي استمرّت لعشر سنوات في قمة جامعة الدول العربية في نوفمبر عام 1978 في بغداد والتي سمّيت بجبهة الرفض، وتمّ تشكيل الوحدة العربية فيما بعدها بين العراق وسوريا لسدّ الفراغ الحاصل في واحدةٍ من أقوى الجبهات العربية في مواجهة الكيان الصهيوني، ولكنها لم تدم طويلاً بعد ذلك.

لم تضمن اتفاقية كامب دايفد تحرير طابا من أرض سيناء والتي تمّ ضمّها إلى مصر بعد التحكيم الدولي في عام 1989 فقام الرئيس السابق حسني مبارك برفع العلم المصريّ عليها في ذلك العام وتمّ بذلك استرداد سيناء بأكملها، وبالرغم من استرداد سيناء نتيجة هذه الاتفاقية إلّا أنّ هذه الاتفاقية تعدّ أحد الأسباب الرئيسيّة لتدهور الأوضاع العربية على وجه العموم نتيجة الخضوع من الجانب المصري - والذي احتجّ عليه المصريون بأكملهم أيضاً - للكيان الصهيوني والغربي وتوقف الحرب بين مصر وإسرائيل وتفرّق الدول العربية وهو ما ازداد بعد حرب الخليج، إذ كان من نتائج هذه الاتفاقيّة اللاحقة وتفرّق العرب غزو إسرائيل للبنان ونشوء فكرة الاتحاد المغاربيّ والذي يدعو إلى الانتماء إلى إفريقيا بدلاً عن القومية العربية وهزيمة العراق وسوريا وتفكك الوحدة بينهما بعدما خسروا هم والعرب إحدى الجبهات الكبرى التي كانت تواجه في إسرائيل حتى تلك اللحظة.

المقالات المتعلقة بذكرى تحرير سيناء