نشأة الدولة العثمانية تأسست الدولة العثمانية عندما أعلن السلطان عثمان بن أرطغرل استقلاله عن دولة السلاجقة، ورغبته في إنشاء وإقامة خلافة عثمانية على مجموعة معينة من الأراضي والمساحات في عام 1299م، وفي البداية كان اسمها الدولة العلية العثمانية، مع العلم أنها كانت من الدول القوية عسكرياً وسياسياً واقتصادياً خلال فترة الحكم الإسلامي، وبقيت الخلافة العثمانية قائمة وبيدها السلطة والحكم لمدة تقدَّر بحوالي 600 عام؛ أي أنها بقيت ستة قرون كاملة حتى انهارت في عام 1924م على يد مصطفى كمال أتاتورك الذي أسس دولة تركيا الحديثة.
أسباب ضعف الدولة العثمانية - البعد عن أحكام وتشريعات الدين الإسلامي، مما أدَّى إلى ضعف الدولة، وتفكيك روابطها الثقافية والاجتماعية في بداية الأمر، وعدم الترابط الحقيقي بين أقاليم الدولة العثمانية على الرغم من أنَّ شرعها وقانونها قام على المبادئ الإسلامية، لذلك اتسعت رقعتها وحدودها الجغرافية، وازداد نفوذها العسكري والسياسي.
- أهمل سكان الدولة العثمانية لغتهم الأم؛ وهي اللغة العربية، وتخلوا عن تعليمها بعد أن تفانوا في نشرها وتعليمها أيضاً لأهل الأمصار والبلدان التابعة تحت حكم الدولة العثمانية، مما كان دافعاً قوياً لاختلال الترابط بين أقاليم الدولة الفرعية بسبب اختلاف لغات السكان.
- استطاع القادة المنتمون إلى الحكم العسكري مد نفوذهم، وزيادة سلطتهم في صلاحياتهم وأحكامهم السياسية، وزاد تدخلهم في شؤون الناس وخصوصيات أعمالهم ومهنهم.
- انتشار الفساد، والرفاهية، ومظاهر الترف بين حكام وسلاطين الدولة العثمانية، فكانوا يتزوجون من الأجنبيات حتى أصبح ولاؤهم القومي للدول الأجنبية، لذلك حفل تاريخهم بالقصص والحوادث والروايات التي كشفت عن مؤامرات وخيانات بعض الزوجات الأجنبيات ضد حكام الدولة العثمانية، حيث أرسلت الدول الأعداء؛ مثل: دول أوروبا وروسيا تلك الزوجات بهدف زعزعة النفوذ العثماني، وكشف القرارات السياسية السرية الخاصة بالدولة.
- أدَّت الحروب الصليبية إلى نشوب حرب دينية ضد الديانة الإسلامية واستمرت تلك الحروب لمدة تزيد عن ستة قرون متواصلة، وازدادت فعاليتها وقوتها ضد الدولة العثمانية بشكلٍ خاص بعد الانتهاء من فتح مدينة القسطنطينية.
- انتشار العديد من الفرق والأحزاب الانفصالية لأسباب عرقية أو دينية في الدولة العثمانية، حتى أصبحت غالبية الأمصار والأقاليم تشكل مصدراً للسياسات الخاطئة؛ بسبب انقسام فئات المجتمع المختلفة، وزيادة الخلافات والمشاكل بين أفراد الدولة العثمانية.
- كان لوجود الجيش الانكشاري أثر كبير في إضعاف الدولة العثمانية؛ بسبب تمرده الدائم على سلاطينها، وتدخله في السياسات الداخلية الخاصة بالحكم، حتى وصل بهم الأمر إلى قتل بعض الحكام، وإثارة التمرد والفتن بين أبناء الدولة.