ذكرى المسيرة الخضراء

ذكرى المسيرة الخضراء

المسيرة الخضراء

Marcha verde، وتسمى المسيرة الخضراء لاسترجاع الصحراء الغربيّة، يحتفل المغربيّون سنوياً في الخامس من شهر نوفمبر بذكرى المسيرة الخضراء التي أعادت لهم الصحراء الغربيّة، هي عبارة عن مظاهرة شعبيّة انطلقت في شوارع المغرب وأطرافه تسعى لتحقيق هدف استراتيجيّ، نظّمتها الحكومة المغربيّة في الخامس من شهر نوفمبر من سنة 1975م، وجاءت هذه المسيرة ضد الكيان الإسبانيّ لإجباره على تسليم مقاليد إقليم الصحراء المغربيّة المتصارع عليها الذي يعتبر بمثابة إقليم شبه حضري وكان يخضع للاحتلال الإسباني بالرغم من استقلاله.

رفع المتظاهرون الأعلام المغربيّة خلال المسيرة إلى جانب لافتات تطالب باستعادة الصحراء المغربية، وكما رُفع القرآن الكريم فوق رؤوس المتظاهرين وصورة ملك البلاد الذي أمر بخروج هذه المسيرة، ومُنحت المسيرة وصف الخضراء رمزاً للإسلام.

تاريخ الصحراء المغربية

جعل الموقع المميز الذي تحتله المغرب محطاً لأنظار إسبانيا، إذ تشغل الحيز الشمالي من الصحراء الغربية، وبقيت هذه الصحراء لفترة طويلة جداً تحت الانتداب الإسبانيّ حتى بعد استقلال المغرب، وطالت فترة المطالبات باسترجاع هذه المنطقة كونها أحد الأجزاء التاريخيّة من البلاد، وتعتبر المنطقة نقطة خلاف بين المغرب وموريتانيا أمام إسبانيا، إذ حاولت موريتانيا في جنوب الصحراء أن تبرهن أنّ هذه الصحراء تابعة لأراضيها إذ كانوا يدافعون عنها بكل قوة وصمود أمام الاحتلال، وتمكن المتظاهرون بالمسيرة هذه أن يستردوا ما سلب منهم وكان ذلك خلال عام 1975م، وفي العام الذي يليه سنة 1976م أُسّست الجمهورية العربية الصحراوية، وجاء هذا التأسيس بعد مفاوضات أقيمت في مدينة العيون بين الوالي مصطفى السيد ووزير الخارجيّة الإسباني بدرو كورتينا موري.

المسيرة

بدأت المسيرة بإشارة من ملك المغرب الحسن الثاني في عام 1975م حيث أومأ بضرورة خروج مسيرات حاشدة سلميّة من كافة أنحاء البلاد، فتمكنت المغرب من بسط نفوذها على أراضي الصحراء الغربية بشكل كامل بحكم أنها من الأقاليم الجنوبية للمملكة، وتمكنت هذه المسيرة الحاشدة من تخليص الصحراء من ثلاثة أرباع قرن من الاحتلال الإسباني لها، وتحققت الوحدة المتكاملة للبلاد.

تهافتت الاتصالات الدبلوماسيّة بين إسبانيا والمغرب بعد مرور أربعة أيام فقط على انطلاق الحشود في مسيرتهم الخضراء، وكانت إسبانيا تطالب بالتوصل إلى حلول تحافظ على حق المغرب في الإقليم الصحراوي، وفي التاسع من ذلك الشهر رفع الملك الحسن الثاني راية الانتصار بإعلانه أنّ الأهداف المرجوة من إطلاق المسيرة الخضراء قد تحققت، فطالب المتظاهرون بالعودة إلى مدينة طرفاية نقطة انطلاقها.

ويذكر أنّه في اليوم الثاني من أيام المسيرة كان هناك ما يقارب 350 ألف مغربيّ يحتشدون في مدينة طرفاية الكائنة في الجنوب المغربيّ ينتظرون الإشارة من ملك البلاد لإتمام ما بدأوا به، وعلى أعقاب تلك المسيرة وقعت اتفاقيّة استعادة المغرب لأقاليمه الجنوبية في الرابع عشر من ذلك الشهر عام 1975م في مدريد، وكانت هذه الاتفاقيّة قد جاءت بإقرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة.

المقالات المتعلقة بذكرى المسيرة الخضراء