الحقُّ لغةً: هو كلّ ما يثبت ممّا لا تستطيع أيّ جهة إنكاره، وهو يقابلُ الباطل الذي يعرف لغة على أنّه ما لم يثبت بعد الفحص والتحرّي، والحقوق إجمالاً هي من الأمور المقدّسة بالنسبة للإنسان، والتي قد تنشبُ النزاعات الحادّة لأجلها، ولأجل الدفاع عنها.
قد يحدث أن يُضيَّع الحقُّ أو ينتهك من قبل ضعيفي النفوس، ممن شبّت نفوسهم بالأنانيّة، والحقد، والحسد، وبغضّ الآخر، والطمع، ومن هنا فقد كان لزاماً على المجتمعات التي ترغبُ في الحفاظ على أمنها، وسلامتها أن تحافظَ على الحقوق، وأن تستميت في الدفاع عنها حتى لو كلفها ذلك أغلى ما تملك. وفيما يلي نلقي الضوء على الطرق التي يتم بها حفظ الحقوق، وصيانتها، وأبرز مستلزمات ذلك.
حماية الحق والحقوقحماية الحقّ لا تكونُ بالشعارات بل هي مسيرة متكاملة من العمل المضني، الذي يتطلّب مجهوداتٍ جبّارةً على كافّة الصعد، ومنذ السنوات الأولى من عمر الإنسان، وتتمثّلُ أول خطوة في بثّ القيم الأخلاقية بين الناس، خاصّة قيم: الصدق، والأمانة، والعدل، فهذه القيم كفيلةٌ بجعل الناس يؤدّون ما عليهم من حقوق للآخرين بكلِّ رحابة صدر، ودون اللجوء إلى الوسائل الشديدة التي قد تحدث شرخاً في المجتمع، وربما بين أبناء العائلة الواحدة، أو بين الأخوة أنفسهم.
لا يخفى على أحد أنّ الناس ليسوا سواء، فمنهم من لديهم وازعٌ أخلاقيّ كبير، ولكن على النقيض من ذلك هناك مَن هم مستعدّون لأكل حقوق الناس بالباطل ودون أدنى محاسبة ذاتية. والتعامل مع هؤلاء هو الأكثر صعوبة، ومن هنا فقد نشأ النظام القضائيّ، وتم تدريب القضاة الأكفاء العادلين، إلى جانب الجهات الرسميّة التنفيذية التي تساعدهم على تنفيذ الأحكام الصادرة عنهم وإعادة الحقوق للمظلومين، لذا فإنّ تعريف الناس بالجهات المسؤولة عن متابعة قضاياهم يعتبرُ من أهمّ وسائل حماية الحقوق وإعادتها لأصحابها، وهذا عبءٌ تضطلع به الدولة، والمدرسة، والعائلة على حدٍّ سواء.
يعتبرُ كلّ إنسان مسؤولاً عن تصرّفاته، وبالتالي فإنّ مسؤولية حماية الحقوق تقعُ في جزءٍ كبير منها على الناس أنفسهم، الذين قد يكونون ضحايا في المستقبل لعمليّات الغشّ، والاحتيال، ولذلك فإنّ على الإنسان أن يتمتّعَ بالوعي، والثقافة، وأن يعرفَ حقوقه ابتداءً، وأن يتعامل مع الآخرين بحرص، خاصّة من لم يتسنَّ له التعرّف عليهم جيّداً.
أهمية حماية الحقوقالمقالات المتعلقة بحماية الحق