حكم صلاة الحاجة

حكم صلاة الحاجة

 

 

الكثير من الناس ممن يستغلق عليهم أمر من أمر الدنيا، أو ممن يحتاج إلى عون الله تعالى يقوم فيصلي صلاة الحاجة، ولهذا فإنّ الكثيرون أيضًا يسألون عن صلاة الحاجة، وصفتها وبيانها، وكيفية أدائها، وحكم الشرع الإسلامي فيها، وهذا ما سنقوم بتوضيحه -إن شاء الله- في سياق مقالنا هذا.

بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على سيد المرسلين، ولا عدوان إلا على الظالمين، أمّا بعد:

صلاة الحاجة عند جمهور العلماء على أنّها مستحبة، ويستندون في هذا إلى حديث رواه الترمذي وغيره من حديث عبد الله بن أبي أوفى أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قال إذا كان لأحدكم حاجة فليتوضأ وليحسن الوضوء ثم ليصلي ركعتين، ثم ليثني على الله ويصلي على النبي ثم يقول "من كانت له إلى الله حاجة أو إلى أحد من بني آدم، فليتوضأ وليحسن الوضوء، ثم ليصل ركعتين، ثم ليثن على الله، وليصل على النبي -صلى الله عليه وسلم-، ثم ليقل لا إله إلّا الله الحليم الكريم، سبحان الله رب العرش العظيم، الحمد لله رب العالمين، أسألك موجبات رحمتك، وعزائم مغفرتك، والغنيمة من كل بر، والسلامة من كل إثم، لا تدع لي ذنبًا إلّا غفرته، ولا همًا إلّا فرجته، ولا حاجة هي لك رضا إلّا قضيتها يا أرحم الراحمين." الدعاء المشهور الذي يقال في القنوت، زاد ابن ماجه في روايته " ثم يسأل الله من أمر الدنيا والآخرة ما شاء فإنّه يقدر "، وقد ضعفه الأئمة، ولذلك أكثر العلماء على أنّ الحديث ضعيف، وبالتالي فالحكم المترتب عليه أنّه مسحب؛ لأنّ الحديث ليس شديد الضعف، إنّما الحديث في إسناده ضعف، فأخذوا منه الاستحباب، والشخص إذا صلاها فلا بأس، ولكنّها ليس سنة ثابتة عن النبي -صلى الله عليه وسلم-.

والصلاة بالصورة التي تم ذكرها يسميها أهل العلم بـ "صلاة الحاجة"، وسبب اختلاف أهل العلم بالحديث هو اختلاف ثبوته، لذلك فهناك قسمان من أهل العلم، من يرى عدم جواز العمل به، بسبب احتواء سنده على الراوي فائد الكوفي، وهناك من يرى جواز العمل به لأمرين هما:

  • لأنّ للحديث له العديد من الشواهد والطرق التي تقوي الحديث، والراوي فائد بن عبد الرحمن الكوفي يكتب حديثه.
  • لأنّ الحديث من فضائل الأعمال، والحديث الضعيف في فضائل الأعمال يعمل به، إذا انطوى تحت أصل ثابت، ولا يعارض بما هو أصح به.

وهذا ما تم العمل به هنا، وهذا الرأي الأصح في هذه المسألة إن شاء الله، وهو رأي العديد من أهل العلم، أمّا كيفية أدائها، فكما هو مذكور في حديث بن أبي أوفى، الذي تم ذكره سابقّا في الأعلى، وجمهور العلماء على أن يصليها ركعتين، وذهب طائفة من أهل العلم على أنّها أربع ركعات كما هو مذهب أبو حنيفة.

وبهذا نقول -وأجرنا على الله- أنّ حكم صلاة الحاجة هو الجواز والاستحباب، وهذا هو رأي الكثير من العلماء.

 

المقالات المتعلقة بحكم صلاة الحاجة