محتويات
- ١ الزنك
- ٢ نقص الزنك
- ٣ الاحتياجات اليومية من الزنك حسب الفئة العمرية
- ٤ حبوب الزنك وزيادة الطول
- ٥ المصادر الغذائية للزنك
- ٦ المراجع
انتشر في الفترة السابقة استعمال حبوب الزنك لزيادة الطول أو لعلاج قصر القائمة، وجرت دراسات حول حقيقة هذهِ الحبوب، وفيما إن كانت آمنة وصحية، وأنها تسبب زيادة في الطول حقاً أم لا، سيحاول هذا المقال الإجابة عن هذهِ التساؤلات والتعرف على الزنك ووظائفه ومعرفة حقيقة دوره في النمو في الطول.
الزنك، ورمزه الكيميائي (zn)، هو أحد العناصر المعدنية الصغرى التي يحتاجها جسم الإنسان بكميات بسيطة، وهو عنصر تغذوي أساسي، مما يعني أنه يجب على الإنسان تناوله من الحمية الغذائية بكميات تكفي احتياجات جسمه، وأن نقصه ينتج أعراضاً صحية خاصة به، ويعمل الزنك في جسم الإنسان كعامل مساعد لأكثر من 100 إنزيم، وهو يدخل في الكثير من الوظائف الأيضية، كما أنه يحافظ على ثبوتيّة أغشية الخلايا، ويقوي ميكانيكياتها الدفاعية ضد الجذور الحرة، ويساند الزنك عمل جهاز المناعة، كما أنه يلعب دوراً مهماً في النمو والتطور.
بالإضافة إلى ذلك، فإن الزنك يلعب دوراً في تصنيع الإنسولين وتخزينه وتحريره في البنكرياس، وهو يتفاعل مع الصفائح الدموية عند تكوين الخثرات، ويؤثر على عمل هرمون الغدة الدرقية والقدرات التعليمية والسلوكية، وهو يلعب دوراً أيضاً في تنشيط الفيتامين أ في شبكية العين، بالإضافة إلى البروتين الرابط له، كما أن له أهمية في حاسة التذوق وشفاء الجروح وصناعة الحيوانات المنوية وتكون الجنين، مما يجعل من نقصه مؤثراً في جميع هذه الوظائف التي يقوم بها.[١]
نقص الزنكتم اكتشاف أعراض نقص الزنك في أولاد مصر وإيران الذين كانوا يتسمون بقصر القامة وقصور الغدد التناسلية (hypogonadism) وفقر دم بسيط، بالإضافة إلى تدني مستويات الزنك في الدم،[٢] وظهر ذلك بسبب حاجة الأطفال المرتفعة للزنك بسبب النمو السريع، واعتماد سكان هذه المناطق على الخبز غير المخمر والبقوليات، وغيرها من الحبوب الكاملة التي تحتوي على الألياف الغذائية ومركبات الفيتات (phytates) التي تمنع امتصاص الزنك، كما أن حمية هذه المناطق كانت منخفضة باللحوم التي تعتبر أكثر المصادر الغذائية احتواءً على الزنك،[١] وأكثر المصادر التي توفر إتاحة حيوية عالية له.[٢]
ويعيق نقص الزنك عمليتيْ الهضم والامتصاص الطبيعيتين، مما يسبب الإسهال ويزيد حالة سوء التغذية سوءاً، ليس فقط في الزنك ولكن لجميع العناصر الغذائية، كما أنه يضعف من استجابات جهاز المناعة، مما يرفع من فرصة الإصابة بالعدوى، والتي يمكن أن تكون عدوى في الجهاز الهضمي، مما يزيد من حالة سوء التغذية ونقص الزنك سوءاً بشكل أكبر، وهكذا تتوالى الأحداث نحو الأسوأ.
ويسبب نقص الزنك أيضاً تلفاً في الجهاز العصبي والدماغ، مما يؤخر من الأداء الإدراكي، كما أنه يؤثر على عمليات الأيض الخاصة بالفيتامين أ بشكل مباشر، ولذلك يمكن أن يرافق نقص الزنك أعراض نقص الفيتامين أ أيضاً، ويؤثر نقص الزنك كذلك على عمل هرمون الغدة الدرقية ومعدل الأيض في الجسم، كما أنه يؤثر على حاسة التذوق، ممّا يُسبّب فقداناً للشهية، ويساهم أيضاً في زيادة سوء التغذية، ويسبب نقص الزنك تباطُئاً في شفاء الجروح أيضاً.[١]
وتشمل أعراض نقص الزنك بالإضافة إلى تأخر النمو، وتأخر النضج الجنسي، وتساقط الشعر وظهور الاضطرابات في الجلد والعينين،[١] كما يمكن أن تشمل أعراض نقصه خسارة الوزن.[٣]
ومن المجموعات المُعرّضة لنقص الزنك النساء الحوامل والأطفال الصغار وكبار السن والفقراء[١] والرياضيين والنساء بعد سن اليأس اللواتي يتناولن حبوب الكالسيوم.[٢]
الاحتياجات اليومية من الزنك حسب الفئة العمريةيوضّح الجدول الآتي احتياجات الجسم اليوميّة من الزّنك:[٢]
الفئة العمرية الاحتياجات اليومية (ملغم/اليوم) الحد الأعلى (ملغم/اليوم) الرضع 0-6 أشهر 2 4 الرضع 7-12 شهر 3 5 الأطفال 1-3 سنوات 3 7 الأطفال 4-8 سنوات 5 12 9-13 سنة (ذكور+إناث) 8 23 ذكور 14-18 11 34 ذكور 19 سنة فأكثر 11 40 إناث 14-18 سنة 9 34 إناث 19 سنة فأكثر 8 40 الحمل أقل من 18 سنة 13 34 الحامل 19 سنة فأكثر 11 40 المرضع أقل من 18 سنة 14 34 المرضع 19 سنة فأكثر 12 40 حبوب الزنك وزيادة الطولبعد معرفة الدور الأساسي الذي يلعبه الزنك في النمو، وتأثير نقصه على الطول والوزن، نتحدث الآن عما إذا كانت مكملات الزنك الغذائية تعمل على زيادة النمو في الطول.
أجريت العديد من الدراسات التي تبحث دور مكملات الزنك الغذائية في نمو الأطفال، ولكن لم تكن النتائج دائماً واحدة، ويرجع ذلك إلى العديد من الأسباب، ولكن بشكل عام تشير العديد من الدراسات إلى دور الزنك في مساعدة الأطفال في الوصول إلى وزن وطول صحيين،[٤]،[٥] ويجب الحرص على تحسين تناول الزنك من المصادر الغذائية في المجموعات المعرضة لخطر الإصابة بنقصه، وذلك لما لنقصه من تأثيرات سلبية على النمو،[٤] وقد وجدت العديد من الدراسات أن تناول الزنك يحسن من نمو الأطفال في الطول والوزن، حيث كانت هذه التحسنات أكثر وضوحاً في الأطفال المصابين بتأخر النمو من غيرهم.[٤]،[٥]
ويصعب تحديد حجم تأثير الزنك على نمو الأطفال بسبب اختلاف تأثيره مع العمر ومدة تناول الزنك وغيرها من العوامل، ولكن في إحدى الدراسات وُجد أن إعطاء مكملات الزنك لمدة ثلاث سنوات يزيد من النمو في الطول بحوالي 2.5 سم.[٤]
ومن الدراسات التي أجريت لمعرفة أثر الزنك على نمو الأطفال، دراسة أجريت في إيران، حيث ينتشر قصر القامة وانخفاض الوزن بالإضافة إلى انتشار نقص الزنك البسيط إلى المتوسط، حيث وجد أن إعطاء مكملات الزنك الغذائية يومياً لفترات مختلفة يبلغ معدلها 3.2 شهر يرفع من الطول والوزن في هؤلاء الأطفال، حيث انخفضت نسبة الأطفال الذين كان طولهم تحت المئين 50% من 50% إلى 33%.[٦]
وبشكل عام يصعب على العلماء حالياً إعطاء توجيه ينصح بتناول الزنك، خاصة مع اختلاف نتائج الدراسات العلمية في مدى تأثيره على نمو الأطفال، بالإضافة إلى ما يمكن أن ينتج عن الجرعات الزائدة منه من سُميّة،[٤] ولذلك يمكن استنتاج أن تناول مدعمات الزنك غير ضروري وغير مطلوب في الدول المتطورة والتي يمكن لسكانها الحصول على احتياجاتهم من الزنك من المصادر الغذائية، ولكن في الدول النامية وفي المجموعات الأكثر عرضة للإصابة بنقص الزنك، ويمكن أن تلعب مكملات الزنك الغذائية دوراً مهماً في صحة الأطفال ونموهم، بالإضافة إلى صحة البالغين،[١] ويجب الأخذ بعين الاعتبار ضرورة عدم تناول مكملات الزنك الغذائية دون إشراف طبي.
المصادر الغذائية للزنكيوجد الزنك بكميات عالية في الأسماك القشرية (وخاصة في المحار) واللحوم والدواجن والكبدة، وتعتبر البقوليات والحبوب الكاملة مصادرَ جيدة للزنك إذا ما تم تناولها بكميات كبيرة، ويختلف محتوى الخضروات من الزنك بحسب محتوى التربة التي زرعت فيها.[١]
المراجعالمقالات المتعلقة بحبوب الزنك للطول