يعرف المختار الثقفي بأنه المختار بن أبي عبيد بن مسعود بن عمرو بن عمير بن عوف بن عفرة بن عميرة بن عوف بن ثقيف الثقفي، وهو من مواليد الطائف، علماً أنّه ولد في السنة الأولى لهجرة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة، ولا بدّ من الإشارة إلى أنّه عرف بفروسيته وشجاعته، وقد نشأ في المدينة المنورة متأثراً بالإمام علي بن أبي طلب، وقد صاحبه، وأصبح من محبيه، علماً أنه بايع الحسين بن علي بن أبي طالب على الخلافة بعد مقتل والده، إلا أنّ الحسين قتل في معركة كربلاء، الأمر الذي أثار حفيظة المختار الثقفي، فنظّم ثورةً لقتال من قتل الحسين بن علي، وفي هذا المقال سنعرفكم على هذه الثورة.
ثورة المختار الثقفي مبايعة المختار الثقفي للشيعةبايع المختار الثقفي الكثير من الشيعة من أجل الأخذ بثأر الحسين، وكان ممن بايعهم إبراهيم بن الأشتر النخعي المعروف بشجاعته، وقد اجتمع رأيه على رأي المختار الثقفي بالخروج ليلة الخميس في الرابع عشر من ربيع الأول لعام 66هـ لقتال من قتل الحسين، ليرتفع بذلك شعار المختار الثقفي يالثارات الحسين في جميع أنحاء الكوفة.
قتال المختار الثقفي لقتلة الحسينطالب المختار الثقفي بدم الحسين بن علي بن أبي طالب، ورفع لأجل ذلك شعاره يالثارات الحسين، علماً أنه كان موكلاً لقتال من قتل الحسين من ابن حنيفة محمد بن علي بن أبي طالب، الأمر الذي دفعه لقتال الكثيرين ممن اشتركوا في مقتل الحسين، من أمثال شمر بن ذي الجوشن الذي قتله كيان بن عمرة وهو في البصرة بعد أن خرج إليها معلناً عصيانه للمختار، فقطع رأسه، وأرسل به إلى المختار الثقفي، كما بعث الثقفي عبد الله بن كامل الشاكري إلى بيت خولي بن يزيد الأصبحي فحاصره، وأخذه إلى الثقفي الذي أمر بدوره أن يقتل قريباً من داره، كما وبعث جيشاً بقيادة إبراهيم بن الأشتر النخعي إلى الكوفة لقتال عبيد الله بن زياد، وكان النخعي قد نجح في قتاله، فقتل عبيد الله بن زياد، وأرسل برأسه إلى المختار الثقفي في الكوفة، ولا بدّ من الإشارة إلى أن الثقفي نفسه قد قتل كثيرين ممن شاركوا في مقتل الحسين بن علي بن أبي طالب أو تسببوا بذلك، حيث أصاب مرّة بن منقذ العبقيسي برمحٍ في يده، وقد شلت بسبب هذا الرمح.
قتال مصعب بن الزبير للمختار الثقفياتجه جيش مصعب بن الزبير إلى الكوفة لقتال الثقفي، واستطاعوا محاصرته في قصره لمدة أربعة أشهر، وكان الثقفي قد طلب من جيشه أن يخرج للقتال معه خارج القصر إلا أنهم رفضوا، ولم يكن حينها أمام الثقفي إلا أن يواجه محاصريه، فاغتسل، وتطيب، وخرج مع تسعة عشر رجلاً من رجاله لقتال محاصريه، فقاتل وقتل منهم كثيرون، إلى أن قتله الأخوان طراف وطرفة ابنا عبد الله بن دجاجة من بني حنيفة، ولا بد من الإشارة إلى أن ذلك كان الرابع عشر من شهر رمضان لعام 67هـ.
المقالات المتعلقة بثورة المختار الثقفي