وقعت حرب البسوس في العصر العدناني، وتحديداً بين عام الفيل وعام البعثة، وكانت هذه الفترة هي فترة حروب شهيرة؛ كحرب داحس والغبراء التي دارت بين قبيلة عبس وقبيلة ذبيان وقبيلة طيء، وأيضاً حرب الفجار التي دارت بين كلٍّ من قبائل قريش وسليم وعدوان وهوزان. استمرّت حرب البسوس مدّة سبعة أعوامٍ، قُتل فيها حوالي أربعمئة وأحد عشر فارساً من خيرة فُرسان ربيعة.
قصّة حرب البسوس وأسبابهاعُرف الملك التغلبي كليب بن ربيعة، والذي يُعرف بملك السُراة انشغاله بسنّ القوانين واهتمامه بالأنظمة، مَنَعَ الأعيان في المنطقة من السقاية، والرُعاة من ورود الماء، وأيضاً منع المراعي في منطقة ريف قريش والتي تقع في الجهة الجنوبيّة من مدينة مكّة، إلاَّ بعد أن يتمّ دفع أجرة لذلك، وأيضاً منع الاصطياد في السراة، ما كان من بني تيم وبني عبد مناة إلاَّ أن رفضوا ذلك، وذلك حسبهم أنّ لهم الحقّ في المراعي وأنّها تُعتبر من أملاكهم. جاء الحارث بن عبّاد إلى الملك كليب وهو جالسٌ في عرشه، قائلاً له: "لا طاعة لملك لا تعنيه كرامة شعبه".
كان للملك كليب ابن عمٍّ يُعرف باسم جسّاس، وهو ابن اخت سُعاد التيميّة والتي تُعرف بلقب البسوس، والتي كانت متزوّجة من عمرو بن مالك الدؤلي، الذي يملك إحدى المزارع في السراة، ويشكو من قوانين الملك الجائرة، فما كان من سُعاد إلاَّ أنّ حرّضت ابن اختها جساس على قتل ابن عمّه الملك كليب، الذي نفّذ طلبها إذا قام بطعنه برمحٍ.
عندما طُعن كليب كان برفقته عمرو بن مالك الدؤلي، زوج البسوس، فطلب الملك منه ماءً ليشرب، فلم يُعطه عمرو، ليقول كليب قولاً ما زال يتردّد حتّى اليوم: "المُستجير بعمرو عند كربته، كالمُستجير بالرمضان من النّار".
بعد قتل الملك كليب، اشتعلت حربٌ في المنطقة عُرفت بحرب البسوس نسبةً إلى سُعاد المُحرّضة على قتل الملك، وسُمّي أيضاً الوادي الذي دارت فيه الحرب بوادي البسوس نسبةً إليها، وكانت هذه الحرب بين كلٍّ من قبيلة عبد مناة وقبيلة ذهل وقبيلة تغلب، وأيضاً شارك فيها بعض الفُرسان من قبيلة قُريش، وتزعّمهم عبد الله بن جدعان التيمي، إلاَّ أنّ بعض الحكماء من قبيلة ربيعة قد امتنعوا عن خوض هذه الحرب، وعلى رأسهم نفيل بن حبيب الأكلبي، وأيضاً الحارث بن عباد اليشكري، وكان سببهم في عدم الخوض في حرب البسوس انشغالهما بالاقتتال ضد أبرهة الحبشي.
معارك حرب البسوسدارت حرب البسوس على سبع مراحل، أو سبعة حروب، وهي:
المقالات المتعلقة بأسباب حرب البسوس